توتر متصاعد بين مصر وإسرائيل.. هل يقود إلى مواجهة مباشرة؟
لأول مرة، تتهم إسرائيل مصر بانتهاك الاتفاقيات المبرمة بينهما، بما في ذلك معاهدة السلام، وسط تصاعد الخلافات حول ملف إعادة إعمار غزة ورفض التهجير. فهل يشهد الشرق الأوسط مواجهة سياسية دبلوماسية، أم أن التصعيد قد يصل إلى أبعاد عسكرية في المستقبل القريب؟
قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية د. أيمن يوسف، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال الإسرائيلي منزعج للغاية من الموقف المصري، خاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، مشيرًا إلى أن ذلك يتعارض مع المخطط الإسرائيلي الأساسي، وهو تفريغ القطاع من السكان.
"إسرائيل كانت تعوّل على التهجير كحل نهائي، لكن مصر قدّمت رؤية عربية مختلفة تمامًا، مدعومة بمواقف الأردن، السعودية، وقطر، ما جعل الاحتلال يشعر بأن خطته تتعرض للفشل."
وأضاف يوسف أن إسرائيل أبدت انزعاجًا شديدًا من دخول المعدات الثقيلة والكرافانات والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، دون "التنسيق الكامل" مع الاحتلال، معتبرة أن هذه المساعدات تزيد من قدرة الفلسطينيين على الصمود.
وتابع "مصر ترى أن تثبيت سكان غزة في أرضهم هو جزء من أمنها القومي، وهي تدرك أن التهجير القسري للفلسطينيين قد يشكّل تهديدًا مباشرًا على أمنها الوطني، ولهذا فهي تعمل على إفشال أي مخطط تهجيري."
موقف الولايات المتحدة والضغط على مصر والأردن
وأشار يوسف إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا اقتصادية على مصر والأردن لثنيهما عن موقفهما، مستغلة المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها لهما سنويًا، والتي تصل إلى حوالي 2 مليار دولار لمصر، ومبالغ أقل للأردن.
وبين يوسف "السؤال الآن: هل يمكن لدول الخليج، وخاصة السعودية، تعويض مصر والأردن ماليًا لمواجهة الضغوط الأمريكية؟ هناك بالفعل تحركات بهذا الاتجاه، حيث يحاول الأردن الاعتماد على الدعم الأوروبي، كما حصل خلال زيارة العاهل الأردني الأخيرة إلى بروكسل، والتي نتج عنها ترتيبات مالية تقدر بالمليارات."
وأكد أن هناك غضبًا أوروبيًا متزايدًا من سياسات الولايات المتحدة، ويمكن للدول العربية أن تستغل هذا الموقف لتأمين بدائل اقتصادية مستقلة عن الدعم الأمريكي.
