عدوان متواصل على جنين وطولكرم.. الاحتلال يفرض واقعًا جديدًا بالمخيمات

لليوم الثلاثين على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينة ومخيم جنين، وسط تصعيد خطير يشمل هدم المنازل، حرقها، تهجير السكان، وتدمير البنية التحتية، تسبب في نزوح آلاف المواطنين، في مشهد مأساوي يعكس حجم الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين.

وقالت الصحفية من جنين ابتهال فطيمة ، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يحدث في جنين هذه الأيام هو "مجزرة حقيقية"، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى إلى تغيير معالم المخيم بالكامل عبر هدم البيوت وشق طرق جديدة داخل المخيم.

وأضافت "هذه ليست المرة الأولى التي تجتاح فيها قوات الاحتلال مدينة جنين، لكنها المرة الأشد قسوة، حيث تم تدمير 90% من منازل المخيم، وأصبحت غير صالحة للحياة الآدمية. هناك محاولات مستمرة من قبل طواقم الهلال الأحمر بالتنسيق مع الصليب الأحمر لدخول المخيم وتقديم المساعدات، لكن الاحتلال يمنع وصول الإغاثة الإنسانية."

إغلاق الطرق وتوسيع الاقتحامات العسكرية

وأكدت فطيمة أن الاحتلال قام خلال الأيام الماضية بـإغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مخيم جنين، ومنع الحركة تمامًا من مدخل القصبة، حي الهدف، والجابريات، مما جعل المخيم منطقة محاصرة بالكامل.

كما دفعت قوات الاحتلال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة، حيث شوهدت آليات جديدة داخل المخيم، من بينها مركبة خاصة بمهام الاتصالات، والتي يعتقد أنها تستخدم لتقوية الاتصالات العسكرية داخل المخيم.

وأشارت فطيمة إلى أن الاحتلال شقّ أربع طرق جديدة داخل مخيم جنين، تشمل:

- طريق يمتد من شارع مهيوب حتى جورة الذهب
- طريق من غرب المخيم الجديد حتى حارة عبد الله عزام
- طريق من حارة الوهدان باتجاه جورة الذهب
- طريق من الجابريات حتى منتصف المخيم

وتابعت "كل هذه الإجراءات تشير إلى نية الاحتلال فرض واقع جديد داخل المخيم، من خلال تغيير جغرافيته وخلق ممرات تتيح له التحكم به بسهولة في أي اقتحام قادم."

ما يجري في طولكرم لا يقل خطورة عن جنين

ولم يقتصر العدوان على مخيم جنين، حيث شهد مخيم طولكرم ونور شمس عمليات هدم واسعة للمنازل، وإحراق متعمد للمباني، وسط دخول جرافات عسكرية ضخمة، من نوع D9 وD10، بالإضافة إلى جرافات صغيرة تُعرف بقدرتها التدميرية العالية، مثل البوبكات.

وتابعت "الاحتلال هدم 16 منزلًا يوم أمس في طولكرم، وأحرق عددًا كبيرًا من المنازل، كما قام بتوزيع إخطارات هدم لـ14 منزلًا إضافيًا داخل المخيم، وذلك في إطار شق طريق جديد يمتد من منطقة الوكالة حتى حارة البلاونة."

وأكدت فطيمة أن الاحتلال لم يُمهل السكان حتى لأخذ مقتنياتهم أو أوراقهم الرسمية قبل هدم المنازل، وهو ما تسبب في صدمة كبيرة للعائلات التي فقدت كل شيء في لحظات.

ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 26 شهيدًا

وفي تطور آخر، استشهد الطفل ضياء سبانة (14 عامًا)، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل أسبوعين جراء قصف طائرة مسيّرة لمركبة في مدينة جنين، حيث ارتقى متأثرًا بإصابته الخطيرة بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية.

واضافت "بهذا يرتفع عدد الشهداء في جنين منذ بداية العدوان إلى 26 شهيدًا، فيما لا تزال جثامين أخرى عالقة تحت الأنقاض بفعل تدمير الاحتلال للمباني دون السماح بانتشال الجثث."