أوضاع مأساوية في مخيم نور شمس: نزوح قسري واحتياجات إنسانية ملحّة
يعيش مخيم نور شمس في محافظة طولكرم أوضاعًا إنسانية صعبة جراء الاجتياح الإسرائيلي المستمر، الذي أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وانقطاع الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وإجبار العديد من العائلات على النزوح من منازلها تحت تهديد السلاح.
قال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس نهاد شاويش، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المخيم يشهد كارثة إنسانية على مستويين: "المستوى الأول، يخص العائلات التي لا تزال صامدة داخل المخيم رغم القصف والحصار، حيث لا تتوفر المياه أو الكهرباء، وأي شخص يطل من نافذته يتعرض لإطلاق النار. أما المستوى الثاني، فيخص العائلات التي نزحت قسرًا إلى مناطق مثل كفر اللبد، بلعا، عنبتا، نابلس، وضواحي طولكرم. هؤلاء خرجوا من المخيم بلا أي ممتلكات، وهم بحاجة ماسة لكل شيء، من حليب الأطفال، والأدوية، والملابس، إلى المأوى والطعام."
وأكد شاويش أن ما يتم تقديمه من مساعدات غير كافٍ على الإطلاق، وأن الجهود الرسمية لم تصل إلى المستوى المطلوب، موضحًا:
"اللجنة الشعبية تقوم بدورها بالتعاون مع المحافظة والوزارات المختلفة، لكن حجم النزوح أكبر من قدراتنا، وما يصل إلى العائلات لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية."
شتاء قاسٍ ونقص في الإمكانيات
وأشار شاويش إلى أن فصل الشتاء يزيد من معاناة النازحين، قائلًا: "البرد القارس يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، خاصة مع نقص الكهرباء وغياب وسائل التدفئة في مراكز الإيواء. البلديات والمجالس المحلية تواجه عبئًا هائلًا، لكنها لا تمتلك الإمكانيات الكافية للاستمرار في رعاية النازحين إذا استمرت الأزمة لفترة طويلة."
المخيمات بين النزوح والصمود
وحول مصير النازحين، أوضح شاويش أن العائلات التي تركت المخيم انتشرت في مختلف أنحاء محافظة طولكرم، مؤكدًا أن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، مشددًا على ضرورة عودة الأهالي إلى المخيم فور انسحاب الاحتلال، وعدم السماح بأي مخطط لتهجير السكان.
"على المستوى السياسي، يجب أن يكون هناك رفض قاطع لاستمرار النزوح، وعلى الجميع دعم عودة العائلات إلى منازلها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، لتأكيد تمسكهم بأرضهم ورفضهم لأي محاولات تهجير قسري."
