محلل سياسي لراية: حماس لا تمانع تسليم إدارة غزة ونتنياهو بلا خطة بديلة!
تتزايد التقارير حول استعداد حركة حماس لنقل إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وسط تساؤلات عن مدى جدية هذا الطرح وأسبابه الحقيقية، خصوصًا في ظل الأوضاع الراهنة بعد الحرب الأخيرة على القطاع.
وقال المحاضر في الإعلام والكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن تصريحات حركة حماس، منذ البداية، أكدت عدم وجود مشكلة لديها بشأن من يدير قطاع غزة، طالما أن ذلك يتم في إطار توافق وطني، موضحًا:
"حماس وافقت في أكثر من مرحلة على ما طرحته مصر، فيما يتعلق بتشكيل لجنة إدارية أو لجنة تنسيق لإدارة القطاع، بشرط أن تكون ذات بعد وطني وتمثل أكثر من جهة فلسطينية، سواء كانت فصائل أو شخصيات مستقلة. وقد تم طرح أسماء شخصيات وطنية ذات حضور مجتمعي، خصوصًا لمعالجة الملفات الطارئة بعد الحرب، وعلى رأسها ملف الإعمار."
وأضاف القرا أن حماس، بشكل واضح، لا تضغط باتجاه أن تكون جزءًا من إدارة القطاع، مشيرًا إلى سببين رئيسيين لذلك:
- موقف مبدئي منذ عام 2017، حيث وافقت الحركة على تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية، لكن الظروف السياسية حالت دون ذلك.
- ما بعد الحرب الأخيرة، حيث تسعى حماس لإفساح المجال أمام المؤسسات العربية والدولية للعمل في غزة دون إعاقات.
موقف نتنياهو والتحديات السياسية
وفيما يتعلق بموقف الاحتلال، أشار القرا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه "لا يريد حماس في غزة، لكنه أيضًا لا يريد السلطة الفلسطينية هناك"، لافتًا إلى أن هذا التصريح يعكس تخبطًا إسرائيليًا في التعامل مع مستقبل القطاع.
"نتنياهو لم يطرح أي بديل واقعي، رغم محاولات الاحتلال خلال الحرب لإيجاد كيانات فلسطينية بديلة لإدارة غزة، لكنها جميعًا فشلت. التخلي عن إدارة غزة يأتي أيضًا في سياق محاولة تسهيل عمل المؤسسات الدولية والعربية هناك، لكنه يجب أن يكون ضمن إطار توافق وطني فلسطيني، وهو ما لم يتحقق حتى الآن."
وأكد القرا أن الواقع في قطاع غزة يدار عبر المؤسسات الحكومية الرسمية، وليس بشكل مباشر من قبل حماس، موضحًا أن الخدمات اليومية، مثل التعليم والصحة، تُدار بشكل أساسي من خلال الجهات المختصة، وليس عبر قرارات سياسية من الحركة.
واختتم القرا حديثه بالإشارة إلى أن نتنياهو ليس لديه خطة واضحة لمستقبل غزة، وهو يراهن على إطالة أمد الحرب دون تقديم أي بديل فلسطيني مقبول، قائلًا:
"نتنياهو يدرك تمامًا أن الاحتلال لم ينجح في إقصاء حماس لا عن الحكم ولا عن الواقع السياسي في غزة، كما أنه لا يستطيع تهجير الفلسطينيين أو فرض سلطة بديلة تأتي على ظهر الدبابات الإسرائيلية."