تطورات صفقة التبادل: ضغط أمريكي وصمود فلسطيني

شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات جديدة تتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وسط مؤشرات على إمكانية تسريع عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وجثامين محتجزين لدى المقاومة.

هذه المستجدات تأتي بعد أسبوع اتسم بالقلق حول مستقبل المفاوضات، في ظل تلويح الاحتلال باستئناف عدوانه على قطاع غزة.

وقال مدير دار العروبة للدراسات السياسيةفي عمّان سلطان حطاب، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المقاومة تمكنت من تجاوز الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، موضحًا: "هذا الأسلوب الأمريكي - الإسرائيلي معروف، حيث يرفعون سقف مطالبهم ثم لا يحصلون على شيء، وهم يراهنون على ضعف الطرف الآخر، لكن المقاومة أثبتت قدرتها في المفاوضات وتمسكت بأهدافها دون أن تغرق في التفاصيل الصغيرة. فقد أفرجت المقاومة عن مختطفين سابقًا دون الحاجة إلى كل هذا الضجيج الذي تديره الولايات المتحدة وإسرائيل."

وأضاف: "إسرائيل تتبع أسلوب اقتحام الأبواب المفتوحة، فالمفاوضات في مرحلتها الأولى كانت سالكة من جانب المقاومة، بينما كانت المماطلة من الطرف الإسرائيلي، وهذا ليس رأيًا عربيًا فقط، بل موقف دولي وأوروبي. ورغم ذلك، صمدت المقاومة وحققت أهدافها في التفاوض، باستثناء تعطيل إسرائيل لبعض جوانب المرحلة الأولى، خاصة إدخال الإمدادات والمساكن المتنقلة والمعدات الثقيلة لإزالة الركام الذي خلّفه العدوان على غزة."

وأكد حطاب أن الموقف الفلسطيني الصامد شجّع أطرافًا عربية، مثل الأردن ومصر، على التمسك بمواقف إيجابية رغم الضغوط الأمريكية، قائلًا: "أمريكا تمارس عملية ابتزاز للأردن ومصر، وتحاول الضغط عليهما عبر ورقة المساعدات. أما نتنياهو، فيدّعي أنه ملتزم بخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتحقيق ما أسماه 'غزة مختلفة'، لكنه في الواقع يسعى لتدمير غزة وكسر المقاومة، إلا أنه لم يحقق أيًا من أهدافه."

وأشار إلى أن هذه الحرب في جوهرها "حرب أمريكية بأداء إسرائيلي"، حيث تلعب الولايات المتحدة دور المفاوض الحقيقي وتمارس الابتزاز على الدول العربية.

وفيما يتعلق بالحديث عن "خطة بديلة" لمستقبل قطاع غزة، علّق حطاب قائلًا: "ما هي الخطة البديلة التي يتحدثون عنها؟ شعب يعيش على أرضه ويريدون تهجيره؟ الحل الوحيد هو بقاؤه في أرضه. عشرات الخطط البديلة طُرحت سابقًا، فأين المبادرة العربية التي أُطلقت في قمة بيروت؟ كانت مبادرة شاملة تستهدف الاعتراف بإسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية وانسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة عام 1967، لكن إسرائيل لم تنفذها، كما أن الولايات المتحدة تخلّت عن فكرة حل الدولتين ولم يعد أي مسؤول أمريكي يذكرها."