قرية المنيا تواجه خطر الاستيطان.. نداء عاجل لحماية الأراضي والمزارعين
تشهد قرية المنيا في الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا من قبل المستوطنين، الذين يواصلون اعتداءاتهم بحق المزارعين والأهالي، تحت حماية جيش الاحتلال.
عمليات الاستيلاء على الأراضي تتوسع بشكل غير مسبوق، حيث أُحرقت منازل، وسُرقت المحاصيل، وتم طرد العائلات من أراضيها. أمام هذا الواقع، وجّه زايد كواسب رئيس مجلس قروي المنيا نداءً عاجلًا لحماية أراضي البلدة ودعم المزارعين في صمودهم.
وقال كواسب: "منذ السابع من أكتوبر، يعاني المزارعون والأهالي في قرية المنيا من اعتداءات مستمرة من قبل قطعان المستوطنين، الذين بدأوا بإغلاق المدرسة الثانوية على شارع 60، ثم انتقلوا إلى حرق وسرقة المحاصيل الزراعية، وصولًا إلى الاعتداء على المنازل."
وأوضح أن أحدث الاعتداءات وقعت يوم أمس، حيث هاجم 55 مستوطنًا منازل تعود لعشيرة الشلال، ما أسفر عن 15 إصابة، بالإضافة إلى إحراق خمسة منازل في شرق المنيا.
وأضاف: "هذه الاعتداءات لم تعد فردية أو معزولة، بل تجري تحت حماية جيش الاحتلال وبدعم مباشر من الشرطة الإسرائيلية، التي توفر الغطاء للمستوطنين أثناء اعتداءاتهم."
محاولات قانونية لحماية الأراضي
وأكد كواسب أن السلطات الفلسطينية تحاول التصدي لهذه الانتهاكات عبر المسار القانوني، مشيرًا إلى أن هناك خطوات جارية لرفع قضية في المحكمة العليا الإسرائيلية.
"توجهنا إلى الجهات الرسمية، وقدمنا شكاوى فردية، كما نعمل حاليًا على تكليف محامٍ لرفع دعوى أمام المحكمة العليا في تل أبيب لإثبات ملكية هذه الأراضي، التي تصنّف كمناطق 'ب' وتتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية."
وأشار إلى أن هذه الأراضي تُعد محمية طبيعية فلسطينية، مؤكدًا ضرورة التصدي لمحاولات الاستيطان والتهويد المستمرة.
دعوة للمؤسسات الفلسطينية للتحرك العاجل
ووجّه كواسب نداءً عاجلًا إلى المؤسسات الفلسطينية، وعلى رأسها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ورئيس الوزراء الفلسطيني، لزيارة الأراضي المهددة، واتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها.
"هذه الأراضي تمتد على آلاف الدونمات، وتضم ثلاث بؤر استيطانية رعوية، حيث بدأ المستوطنون لأول مرة بحراثة الأراضي وزراعتها وكأنها ملك لهم. هذا تطور خطير لم نشهده من قبل، وهو يهدد مستقبل آلاف المزارعين."
وأكد أن التدخل الفلسطيني في هذه المناطق لا يزال دون المستوى المطلوب، مطالبًا بمواقف أكثر قوة كما حدث في مناطق مثل الخان الأحمر ومسافر يطا.
معاناة المزارعين وصعوبة الوصول إلى الأراضي
وأوضح كواسب أن المزارعين في القرية يعانون من تضييقات مستمرة، حيث يتم طردهم من أراضيهم، وسرقة محاصيلهم، وإرهابهم عبر الكلاب المدربة والمسيّرات الإلكترونية.
"في العام الماضي، سُرقت جميع المحاصيل الزراعية، وتم التضييق على المزارعين حتى لم يعد بإمكانهم الوصول إلى أراضيهم. أصبح مجرد نزول المزارع إلى أرضه خطرًا، حيث يلاحقه المستوطنون ويطلقون عليه الكلاب، بينما يسرحون أغنامهم في الأراضي الفلسطينية."
وأشار إلى أن المستوطنين أحرقوا يوم أمس ست خيم لعشيرة الشلال، وأجبروا المزارعين على مغادرة أراضيهم باتجاه مركز القرية، مما يعكس محاولة ممنهجة لتهجير السكان الأصليين.
إجراءات المجلس القروي لدعم المزارعين
وأكد كواسب أن المجلس القروي يبذل جهودًا كبيرة لدعم المزارعين وتعزيز صمودهم، من خلال توفير المياه والكهرباء، وشق طرق زراعية رغم الإمكانيات المحدودة.
"قمنا بمد خطوط مياه وكهرباء بلاستيكية لتسهيل حياة المزارعين، كما شققنا طرقًا زراعية على نفقة المجلس القروي. لكن منذ السابع من أكتوبر، تصاعدت الهجمة الاستيطانية على أهالي البلدة، حيث يجري العمل على شق طريق استيطاني يربط بين برية القوع التعامرة وبرية المنيا."
وأضاف أن المستوطنين ينفذون عملياتهم بسرية تامة، حيث يعملون على شق الطرق وزراعة الأراضي خلال الليل، في محاولة لتغيير الواقع على الأرض دون أن يلحظهم أحد.