محلل سياسي يكشف لراية عوامل نجاح الخطة العربية في قطاع غزة!
مع استمرار الحديث عن مستقبل قطاع غزة، يبرز ملف التهجير كإحدى القضايا المطروحة في الأوساط السياسية الدولية، وسط مؤشرات على أن الولايات المتحدة لم تتراجع عن هذه الفكرة، بل تنتظر بديلًا عربيًا لهذا المخطط.
في هذا السياق، تبرز خطة عربية تقودها مصر، تهدف إلى إعادة إعمار القطاع مع الإبقاء على سكانه داخله، ورفض أي محاولات تهجير قسري أو طوعي، نظرًا لما قد يترتب عليه ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الخطة العربية تقوم على إعادة إعمار المناطق المتضررة تدريجيًا، بدءًا من الجنوب وحتى الوصول إلى مختلف أنحاء القطاع، في عملية قد تستغرق نحو خمس سنوات.
وأوضح أن نجاح أو فشل هذه الخطة يعتمد على عدة عوامل، أبرزها: توفر التمويل، وسماح إسرائيل بإدخال المواد اللازمة، وقبول حركة حماس بالشروط المطلوبة، والتي تشمل إمكانية خروجها من القطاع.
وأضاف الحوارات أن إسرائيل تمتلك أدوات التحكم الأساسية في هذا الملف، حيث تستطيع عرقلة أي جهود لإعادة الإعمار عبر منع إدخال المساعدات ومواد البناء والكرفانات.
وأشار إلى أن ذلك تجلى بوضوح عندما منعت تل أبيب دخول الكرفانات التي حاولت مصر إدخالها خلال عملية تبادل الأسرى، مما يعكس إمكانية وضع مزيد من العراقيل مستقبلًا.
وأشار الحوارات إلى أن إسرائيل ليست معنية بإعادة إعمار غزة، بل تسعى إلى تهجير سكانها، ولذلك ستستخدم مختلف الذرائع لمنع أي جهود حقيقية للإعمار.
ولفت إلى أن الدول العربية تعوّل على ضغط أمريكي لإلزام إسرائيل بتسهيل إعادة الإعمار، نظرًا لكون الولايات المتحدة الجهة الوحيدة القادرة على ممارسة نفوذ فعلي على إسرائيل.
وأوضح أن واشنطن، بدورها، تضع شروطًا لأي عملية إعادة إعمار، من بينها عدم وجود حركة حماس في القطاع، وذلك ضمن رؤية استراتيجية تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
