محلل سياسي لـ"رايــة": جهود دبلوماسية مكثفة لحلحلة الأزمة في غزة
تواصل جمهورية مصر العربية ودولة قطر جهودهما الدبلوماسية المكثفة لإنهاء حالة الجمود في المفاوضات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وسط تعقيدات ميدانية وإنسانية تفاقمت في القطاع. وتأتي هذه التحركات في ظل استمرار الاحتلال في المماطلة بتنفيذ التزاماته السابقة، ما أدى إلى تصعيد التوتر وتأخير التوصل إلى اتفاق جديد.
وقال المحلل السياسي د. عماد عمر، في حديثٍ لـ"رايــة"، إن القاهرة استضافت اجتماعًا مهمًا يترأسه خليل الحية، بهدف مناقشة العقبات التي تعترض سير المفاوضات.
وأوضح أن من أبرز القضايا العالقة رفض الاحتلال تسهيل إدخال المساعدات الطبية والإنسانية، والتباطؤ في نقل الكرفانات والخيام عبر معبر رفح، إضافة إلى وضع عراقيل على طريق نتساريم، مما يعرقل حرية تنقل المواطنين بين شمال وجنوب القطاع.
وأضاف عمر أن المساعي المصرية والقطرية تواصلت على مدار 24 ساعة الماضية، وأسفرت عن تحقيق بعض التقدم، حيث تم الاتفاق على إدخال مزيد من المساعدات الطبية، والوقود إلى غزة، وزيادة أعداد قوافل الإغاثة. كما يُتوقع أن تعلن القاهرة اليوم عن موافقة الاحتلال على إدخال الكرفانات، مما يشير إلى أن الاتفاق قد يُنفذ فعليًا يوم السبت المقبل، في إطار صفقة تبادل تشمل الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين وتسهيلات إنسانية.
وأشار عمر إلى أن الاحتلال، رغم تهديداته المتكررة، بدأ يُبدي مرونة غير معهودة في تنفيذ بعض المطالب الفلسطينية، وذلك نتيجة الضغوط الدولية والإقليمية.
وأوضح أن الموقف الإسرائيلي شهد تراجعًا، حيث كانت تل أبيب تُصر في البداية على الإفراج عن تسعة أسرى إسرائيليين أو أكثر، لكنها الآن مضطرة للقبول بشروط أكثر توازنًا، وهو ما يعكس نجاح المقاومة في فرض معادلتها على الأرض.
وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، رغم الدمار الواسع الذي ألحقه بقطاع غزة، إذ بلغت حصيلة الشهداء نحو 50 ألفًا، فيما أصيب أكثر من 115 ألف فلسطيني، إلى جانب تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، مما يجعل أي تصعيد جديد غير ذي جدوى.
وفي سياق متصل، شدد عمر على أن المشهد السياسي الحالي يُظهر للمرة الأولى منذ سنوات موقفًا عربيًا موحدًا ضد المخططات الأمريكية والإسرائيلية، لا سيما مشروع تهجير الفلسطينيين.
وأوضح أن مصر لعبت دورًا محوريًا في تنسيق المواقف العربية، ونجحت في توحيد الجهود لمواجهة تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي حاولت الترويج لمخططات تهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وأكد أن الولايات المتحدة تواجه اليوم عزلة سياسية غير مسبوقة، إذ رفضت دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية تصريحات ترامب، كما تزايدت المعارضة لهذه السياسات داخل الولايات المتحدة نفسها، حتى من بعض الجمهوريين المقربين منه.
