خاص| العدوان على جنين وطولكرم يتواصل وسط دمار ونزوح جماعي

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، بالإضافة إلى تصعيد ميداني واسع يشمل مدن طولكرم وطوباس. تتسبب هذه العمليات في سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، ونزوح جماعي لعشرات الآلاف من المواطنين.

وقالت الصحفية ابتهال فطيمة في حديث خاص لــ"رايـــة" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مخيم جنين، حيث تواصل عملياتها العسكرية لليوم الثالث والعشرين على التوالي.

وأكدت أن حصيلة الشهداء في جنين ارتفعت إلى 25 شهيدًا وأكثر من 50 إصابة، بعضها في حالات حرجة، وسط دمار هائل في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة. كما نفذت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من الاعتقالات، لكن لم يتم تحديد العدد الدقيق حتى الآن.

وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت الحي الشرقي من مدينة جنين فجر أمس، برفقة جرافات عسكرية، وشرعت في تدمير البنية التحتية والشوارع والمركبات، ونشرت القناصة على أسطح البنايات والمنازل. كما أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أنه تعامل مع عدة إصابات، بينها ستة مواطنين تعرضوا للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري شرقي المدينة، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

نزوح جماعي ودمار واسع في جنين

من جانبه، قال مساعد محافظ جنين منصور السعدي إن الاحتلال تسبب بدمار هائل في مخيم جنين، وأجبر أكثر من 20,000 مواطن على النزوح القسري من منازلهم.

وتوزع النازحون على 35 هيئة محلية داخل محافظة جنين، بينما لجأ آخرون إلى أقاربهم في مدن رام الله، نابلس، وطولكرم.

وأوضحت فطيمة أن أوضاع النازحين صعبة للغاية، ما دفع الجهات المحلية إلى تشكيل غرفة طوارئ لتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

في السياق ذاته، قال محمد كميل، مدير الغرفة التجارية في جنين، إن المدينة تعاني من إغلاق شامل للأسواق، مع استمرار الإغلاق لأكثر من 25 يومًا منذ بداية العام.

وأشارت فطيمة إلى أن الاقتحامات المتكررة أدت إلى شلل اقتصادي، حيث تأثرت 1400 منشأة تجارية نتيجة القيود المفروضة على الحركة، وتدمير البنية التحتية للمدينة.

من جهته، أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أن خسائر المدينة الاقتصادية تجاوزت 2 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب 104 اقتحامات عسكرية إسرائيلية متواصلة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية والمباني والمتاجر.

هدم المنازل وتواصل العمليات العسكرية

مساء أمس، فجّرت قوات الاحتلال منزل الشهيد نضال زياد العامر داخل مخيم جنين، بعد أن كانت عائلته قد تلقت تهديدات مسبقة بهدمه. وفي صباح اليوم، دخلت تعزيزات عسكرية إسرائيلية كبيرة إلى مدينة ومخيم جنين، مما يؤكد استمرار العمليات العسكرية هناك. وتشير التقارير إلى أن 90% من منازل مخيم جنين باتت غير صالحة للسكن بسبب التدمير الذي تعرضت له.

امتداد العدوان إلى طولكرم وطوباس

وقالت فطيمة إن العدوان الإسرائيلي امتد إلى طولكرم، حيث نسفت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في مخيم نور شمس، وأحرقت منزلًا آخر في مخيم طولكرم، وسط تصعيد عسكري كبير. كما منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من دخول مخيم نور شمس لإجلاء المصابين، مما أجبر السكان، بمن فيهم كبار السن والمرضى، على السير لأكثر من ساعة للوصول إلى فرق الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي طوباس، وتحديدًا مخيم الفارعة، واصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية لليوم الحادي عشر على التوالي. حيث هدمت أجزاءً من منشآت تجارية، ودمرت غرفة علوية في أحد المنازل، وقطعت خطوط المياه عن المخيم بالكامل. كما فرض الاحتلال حصارًا مشددًا، مانعًا دخول المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، بالإضافة إلى اقتحام المنازل وتدمير محتوياتها.، بحسب الصحفية فطيمة.

تصاعد العنف في الضفة الغربية على غرار غزة

وأوضحت الصحفية فطيمة أن ما يحدث في جنين وطولكرم وطوباس يعكس نسخة مصغرة مما يجري في قطاع غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي بشكل متزامن على مختلف المناطق الفلسطينية، وسط عمليات تدمير وتهجير قسري وانتهاكات واسعة بحق المدنيين.