وزيرة التنمية لراية: خطة استجابة طارئة لإغاثة النازحين في غزة والضفة
تواجه فلسطين أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحرب والعدوان المستمر، مما أثر بشكل كبير على الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي ظل هذه الظروف، تسعى الحكومة الفلسطينية عبر وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لتقديم الدعم الإنساني الطارئ رغم العقبات الكبيرة.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية ووزيرة الدولة لشؤون الإغاثة بالإنابة د. سماح حمد، إن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل كبير، خاصة في قطاع غزة، حيث تعمل الوزارة منذ بدء الحرب على تقديم الخدمات والإغاثة الطارئة.
وأوضحت أن هذا العمل يتم بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، إلا أن الوضع الميداني يفرض تحديات مستمرة بسبب إغلاق المعابر والحواجز التي تفصل المناطق عن بعضها البعض.
وأضافت حمد أن الوزارة عملت منذ بداية العدوان في شمال القطاع مع الهيئة الأردنية الهاشمية، وفي الجنوب من خلال مؤسسات المجتمع المدني الدولية، مشيرة إلى أن العمل كان محدودًا بسبب قلة المساعدات التي دخلت إلى القطاع.
وتابعت "ومع توقف العدوان، بدأت الحكومة تعزيز جهودها بالتعاون مع المنظمات الدولية، وتنظيم العمل الميداني من خلال غرفة العمليات التي أنشأها مجلس الوزراء في 19 يناير".
أولوية الإيواء وإطلاق حملة "خيرك لوطنك"
وأكدت الوزيرة حمد أن الأولوية حاليًا هي توفير الإيواء للعائلات النازحة، حيث تمكنت الحكومة من توفير كميات كبيرة من الخيام والشوادر، لكن هناك عراقيل في إدخالها، مما يزيد من معاناة المواطنين.
وأشارت إلى أن غرفة العمليات الحكومية تنسق مع المنظمات الدولية لإدخال المواد المطلوبة لحل أزمة الإيواء في أسرع وقت.
وأطلقت الوزارة حملة "خيرك لوطنك" في فلسطين، والتي تهدف إلى حشد كافة الجهات لتوفير المساعدات للأسر المتضررة، خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية، مثل مخيمات جنين، نور شمس، طولكرم، الفارعة، وقرى الشمال.
وأوضحت أن هذه الحملة تشمل جمع التبرعات العينية والمادية عبر القطاع الخاص الفلسطيني والمجتمع المدني، إضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية من فرشات، أغطية، ملابس شتوية، وطرود غذائية.
دعم عربي ودولي متواصل لإدخال المساعدات
وفيما يخص الجهود الإغاثية، أكدت حمد أن الحكومة الفلسطينية عقدت اجتماعات مع وزارة التضامن الاجتماعي المصرية والهلال الأحمر المصري، حيث تم الاتفاق على تسهيل إدخال المساعدات عبر معبر العريش وكرم أبو سالم. كما يتم التنسيق اليومي مع الهيئة الأردنية الهاشمية لضمان استمرار تدفق الإغاثة للقطاع.
وأضافت أن هناك اتصالات مع مؤسسات في قطر، السعودية، والكويت، وتم تقديم مشاريع تفصيلية للصناديق العربية، بالتنسيق مع دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، من أجل حشد أكبر قدر من الدعم. كما أشادت بدور الفلسطينيين في الداخل، الذين لم يتوقفوا عن تقديم التبرعات والمساعدات لدعم جهود الإغاثة.
الضفة الغربية: مخيمات منكوبة ونزوح متزايد
وأوضحت حمد أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية تتعرض لهجمات شرسة، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من العائلات.
وذكرت أن العمل بدأ أولًا في مخيم جنين، حيث تم استيعاب النازحين في القرى المجاورة، ثم امتد إلى طولكرم ونور شمس، ولاحقًا إلى مخيم الفارعة، حيث تم فتح مركز إيواء واستئجار شقق للعائلات النازحة.
وأكدت أن الوزارة تتابع توزيع المساعدات الشتوية والطرود الغذائية على النازحين، مشيرة إلى أن هناك تنسيقًا كاملًا مع البلديات، المجالس المحلية، واللجان الوزارية لضمان تلبية احتياجات العائلات المهجرة.
خطة استجابة طويلة الأمد للتعافي وإعادة الإعمار
وبخصوص الخطط المستقبلية، أوضحت حمد أن الحكومة الفلسطينية تعمل وفق خطة استجابة ضمن استراتيجية التعافي المبكر لمدة ثلاث سنوات، والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارات المياه، الطاقة، الأراضي، والهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة إلى شراكة مع المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
وأكدت أن الجهود تنصب على تحقيق تكامل بين كافة الجهات العاملة في الميدان لضمان إدارة الموارد بفعالية، حيث يتم التنسيق مع المؤسسات الإغاثية الدولية والعربية لتنفيذ الخطط الحكومية بطريقة منظمة.
وختمت د. سماح حمد حديثها بالتأكيد على أن حجم الاحتياجات الإنسانية في فلسطين ضخم ويتطلب دعماً دولياً مستداماً، داعية إلى تكثيف الجهود الدولية والعربية لتقديم الإغاثة العاجلة ومساعدة آلاف النازحين على تجاوز هذه المحنة الإنسانية.