صحافي يرصد لراية الحياة في غزة بعد الهدنة: تحديات يومية وصمود مستمر

تعيش غزة كارثة إنسانية متصاعدة، حيث دمرت الحرب الأخيرة 70% من منازل القطاع، مما ترك أكثر من 70% من السكان بلا مأوى، وسط ظروف معيشية قاسية. كما فاقمت الأمطار الغزيرة من معاناة النازحين، الذين يقيمون في خيام ممزقة لا تقيهم برد الشتاء أو حر الصيف.

وقال الصحافي من قطاع غزة حسام أبو خاطر في حديث لـ"رايــة"، إن آلاف السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم بعد انسحاب الاحتلال، لم يجدوا شيئًا سوى الركام والدمار الكامل، مما اضطرهم إلى الرجوع لمناطق النزوح، حيث لا تتوفر خيام أو كرفانات أو أي مستلزمات أساسية.

الاحتلال يمنع الإغاثة والأوضاع تتجه نحو الأسوأ

رغم الاتفاقات السابقة، أكد أبو خاطر أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الوقود والمستلزمات الطبية ومواد البناء. كما تعاني المستشفيات نقصًا حادًا في الكهرباء والطاقة البديلة، مما يهدد حياة المرضى والمصابين.

وأشار إلى أن الأسواق تشهد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية فور الإعلان عن تعثر الاتفاقات. وأضاف أن بعض التجار يستغلون الوضع الصعب لرفع الأسعار بشكل غير مسبوق، مما يزيد من معاناة المواطنين.

مخلفات الحرب والركام.. خطر دائم يهدد العائدين

إلى جانب التشريد وانعدام المأوى، يواجه سكان غزة خطرًا آخر يتمثل في الذخائر غير المنفجرة التي خلفها الاحتلال. وأوضح أبو خاطر أن الركام يخبئ ألغامًا وقنابل لم تنفجر بعد، مما تسبب في وقوع إصابات واستشهاد مدنيين، بينهم أطفال.

وأكد أن عمليات إزالة الركام تكاد تكون معدومة بسبب نقص المعدات الثقيلة، حيث تمتلك بعض البلديات جرافة واحدة فقط لإزالة آلاف الأطنان من الدمار. كما شدد على الحاجة الماسة إلى وحدات هندسية متخصصة للكشف عن الذخائر وتأمين المناطق المتضررة.