المكتبة الوطنية الفلسطينية تستنكر الاعتداء على المكتبة العلمية في القدس
![](https://www.raya.ps/cached_uploads/resize/835/558/2025/02/11/المكتبة-العلمية-1739270072.jpg)
تستنكر المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة الاعتداء الذّي استهدف المكتبة العلميّة في البلدة القديمة في مدينة القدس، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحامها، ومصادرة عدد من الكتب، واعتقال مالكيها الشقيقين محمود وأحمد منى، تحت ذرائع واهية تتعلق بـ"التحريض"، في خطوة تصعيدية خطيرة تستهدف المشهد الثقافي والفكري الفلسطيني.
وتعتبر المكتبة الوطنيّة هذا الهجوم جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية الثّقافيّة والتّعليميّة الفلسطينيّة في القدس، وإلى فرض الرّقابة القسرية على الإنتاج الفكري الفلسطيني، من خلال تجريم امتلاك كتب تُعبّر عن الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة، حتّى لو كانت كتب أطفال أو مراجع تاريخيّة.
وتؤكّد أنّ استهداف المكتبات واعتقال أصحابها يمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وللحقّ في حرّيّة التّعبير والمعرفة، وهو امتداد لمحاولات الاحتلال المستمرّة لطمس الذّاكرة الوطنيّة وفرض روايته الأُحادية على المدينة المقدّسة.
وتُشير إلى أنّ إغلاق المكتبة العلميّة واعتقال القائمين عليها، بعد نحو 40 عامًا من دورها الرّيادي في خدمة الباحثين والطّلاب والمثقفين الفلسطينيّين والدّوليّين، ليس مجرّد استهداف لمؤسّسة ثقافيّة، بل هو اعتداء على الحقّ الفلسطيني في المعرفة والتّعليم، وهو جزء من سياسات التّجهيل والتّضييق التي انتهجها الاحتلال على مدى سنوات الاحتلال ووصلت إلى حدّ الإبادة الثّقافية خلال الحرب الأخيرة على غزّة لطمس كل ما يمتّ بصلة للهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة.
وتعتبر المكتبة الوطنيّة هذه الاعتداءات تصعيدًا خطيرًا يتطلّب تحركًا حازمًا من المؤسّسات الدّولية المعنيّة بحرّيّة الفكر والثّقافة، وتدعو إلى موقف دولي واضح وعاجل لوقف هذه السّياسات الاحتلاليّة التي تستهدف المشهد الثّقافي الفلسطيني في القدس المحتلة وسائر الأراضي المحتلّة.
علمًا أنّ هذه المكتبة الثّانية التي يتمّ اقتحامها في مدينة القدس خلال الأسابيع الأخيرة، فقد قامت قوّات الاحتلال قبل عدّة أيّام باقتحام وإغلاق مكتبة القدس في سوق خان الزيت، بحجّة "بيع الكتب التّحريضيّة"، واعتقلت مالكها هشام الكعرماوي.