خاص| تصاعد التوتر حول تبادل الأسرى وتهديدات ترامب تثير القلق
تصاعدت حدة التوتر في ملف تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي حدد فيها موعدًا لتنفيذ وعيده السابق بـ"الجحيم". هذا الموعد جاء بعد إعلان حماس أنها قد تؤجل تسليم الأسرى يوم السبت القادم إلى إشعار آخر.
وقال الكاتب والمفكر الفلسطيني معين الطاهر في حديث لشبكة "رايـــة" ، إن الحركة أوضحت في بيان لاحق أنها أبلغت الوسطاء بذلك قبل خمسة أيام من الموعد المحدد، لإعطائهم فرصة للتدخل، خاصة أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق المساعدات.
وأضاف الطاهر أن هناك احتمالًا كبيرًا لتدارك الأزمة من خلال تدخل الوسطاء للضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها، خصوصًا فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والطبية.
هل تنجح إسرائيل في تجاوز الاتفاق؟
ورأى الطاهر أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن إسرائيل تحاول تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق دون التوصل إلى تفاهم شامل لإنهاء الحرب. فإسرائيل تسعى لإتمام عملية تبادل الأسرى دون الدخول في ترتيبات لإنهاء الحرب بشكل كامل، وهو ما قد يؤدي إلى تفجير الوضع من جديد.
وأشار إلى أن هناك شكوكًا حقيقية حول بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، خاصة وأن الوفد الإسرائيلي الذي عاد من الدوحة لم يكن لديه تعليمات بالدخول في مفاوضات جدية بشأن المرحلة التالية.
وأوضح الطاهر أن ما يجري حاليًا هو حالة "عض أصابع" بين الطرفين، حيث يحاول كل منهما الضغط أكثر على الآخر للحصول على تنازلات أكبر. لكنه شدد على أن قرار المقاومة في غزة بتلويحها بتأجيل تسليم الأسرى لا يعني التنصل من الاتفاق، بل هو مشروط بإدخال المساعدات وتنفيذ بقية البنود التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الأولى.
تهديدات ترامب: هل تتحول إلى واقع؟
من جهة أخرى، عاد دونالد ترامب للحديث عن مقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، لكنه هذه المرة قرن تصريحاته بتهديد مباشر بقطع المساعدات عن الدولتين في حال رفضتا استقبال اللاجئين.
وأوضح الطاهر أن هذه التصريحات تأخذ طابعًا أكثر جدية، خلافًا لما كان يُقال في السابق بأن ترامب يبالغ في تصريحاته. وأضاف أن التعامل مع ترامب على أنه مجرد "سمسار عقاري" أو "شخص مهووس بالصفقات" سيكون خطأ كبيرًا، مؤكدًا أن ترامب لديه القدرة على ممارسة الضغط الفعلي، كما فعل سابقًا في قضايا أخرى مثل ملف اللاجئين والمهاجرين.
وأشار الطاهر إلى أن الأردن ومصر رفضتا رسميًا هذه التهديدات حتى الآن، لكن المخاوف تظل قائمة، خاصة أن الملك عبد الله الثاني سيزور واشنطن قريبًا، يليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما قد يفتح الباب أمام ضغوط أمريكية إضافية.
خطة تفريغ غزة تدريجيًا
وتحدث الطاهر عن مخطط خطير يتمثل في تفريغ غزة من سكانها تحت ذرائع إنسانية، حيث يتم الترويج لإنشاء مناطق صناعية ومناطق حرة داخل سيناء لاستيعاب العمالة الغزية. وقال إن هذا السيناريو قد يؤدي تدريجيًا إلى هجرة الفلسطينيين من القطاع دون الحاجة إلى عمليات تهجير قسرية، وهو ما يشبه "مشروع جونستون" في الخمسينات.
وأشار إلى أن هناك خطورة في استغلال الوضع الإنساني في غزة لدفع سكانها نحو الخروج الطوعي بحثًا عن حياة أفضل، خاصة بعد الترويج لفكرة أن القطاع أصبح "غير قابل للحياة" بسبب الدمار الهائل وانعدام سبل العيش.