"الولع العاطفي".. حالة ذهنية تجعل الانجذاب الرومانسي هوسا لا يقاوم!
![صورة تعبيرية](https://www.raya.ps/cached_uploads/crop2/835/558/2023/05/23/النساء-أقل-نجاة-من-النوبة-القلبية-1684829988.jpg)
يعرف الولع العاطفي (Limerence) بأنه حالة نفسية تتسم برغبة شديدة وغير قابلة للسيطرة تجاه شخص آخر، لدرجة الهوس. وهذه المشاعر غالبا ما تكون لاإرادية.
وهذا التركيز الشديد على الشخص الآخر يمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية كبيرة، تعطل الحياة اليومية، وقد يؤثر سلبا على الآخرين أيضا.
ويمكن أن يصيب الولع العاطفي أي شخص، لكنه أكثر شيوعا لدى أولئك الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب.
ويعتقد أن نحو 4%-5% من عامة السكان يعانون منه، على الرغم من صعوبة قياس هذه النسبة بدقة.
وصاغت هذا المصطلح عالمة النفس السلوكية دوروثي تينوف في كتابها الصادر عام 1979 بعنوان "الحب والولع العاطفي: تجربة الوقوع في الحب". ووصفته بأنه ظاهرة نفسية فريدة، تختلف عن الوقوع في الحب التقليدي، حيث يكون الدافع وراءها رغبة قهرية تجاه شخص آخر يطلق عليه "الهدف الهوسي".
ويمكن لأي شخص أن يصبح هدفا لشخص يعاني من هذه الحالة، سواء كان صديقا أو زميلا في العمل أو حتى شخصا غريبا.
وغالبا ما تكون هذه المشاعر غير متبادلة، لأن أحد السمات الأساسية للولع العاطفي هي عدم اليقين بشأن مشاعر الشخص الآخر.
وتعرف الفترة التي يعاني فيها الشخص من هذه المشاعر باسم "النوبة الهوسية"، والتي تختلف مدتها من شخص لآخر. وبالنسبة لبعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، يمكن أن تكون هذه النوبات شديدة للغاية، حيث يمتزج الهوس بسمات، مثل التركيز المفرط، وهو انشغال شديد باهتمام أو نشاط معين لفترة طويلة، وهي سمة يعرفها الكثير من الأشخاص العصبيين بشكل جيد.
وما يزال هناك نقاش أكاديمي حول ما إذا كان الولع العاطفي "طبيعيا"، كما اقترحت تينوف في كتابها. ويشير بعض الباحثين إلى تأثيره السلبي على الحياة اليومية، بما في ذلك الصحة النفسية للشخص، وقد يمتد هذا التأثير إلى الشخص الآخر.
ومن المهم أيضا ملاحظة أن الولع العاطفي ليس تشخيصا رسميا في الدليل التشخيصي للإضرابات النفسية.
كيف نميز الولع العاطفي؟
الشخص الذي يعاني من الولع العاطفي يقدس "الهدف الهوسي"، ويركز على صفاته الإيجابية بينما يتجاهل أي عيوب. وتصبح مشاعره معتمدة على الإشارات التي يفسرها على أنها اهتمام أو رفض، ما يؤدي إلى تقلبات عاطفية حادة بين الفرح الشديد والحزن العميق.
وسيستمر الشخص في التفكير في "الهدف الهوسي"، وهو ما قد يبدو مثيرا وممتعا، خاصة إذا كانت المشاعر متبادلة. وفي مثل هذه الحالات، قد يكون من الصعب التمييز بين الولع العاطفي ومشاعر الحب الرومانسي في مراحله الأولى.
وعادة ما يمر الولع العاطفي بثلاث مراحل:
1. الافتتان: المرحلة الأولى التي يبدأ فيها الشخص بتقديس شخص آخر.
2. التبلور: المرحلة التي تصل فيها الحالة الهوسية إلى ذروتها، حيث تسيطر الأفكار الهوسية، والاعتماد العاطفي، والمشاعر الشديدة (سواء كانت نشوة أو يأسا).
3. التراجع: المرحلة التي يبدأ فيها التعلق بالتلاشي تدريجيا.
وعلى الرغم من أن الولع العاطفي ما يزال موضوعا غير مدروس بشكل كاف، تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بينه وبين أنماط التعلق، حيث يخشى الشخص الرفض ويبحث باستمرار عن الطمأنينة.
ولا توجد الكثير من الأدبيات النفسية حول كيفية تنظيم المشاعر أو كسر دائرة الولع العاطفي. ومع ذلك، يمكن أن تكون بعض العلاجات النفسية مفيدة، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وعلاج القبول والالتزام (ACT).
المصدر: ميديكال إكسبريس