خاص| الاحتلال يحاول تغليف التهجير بغطاء قانوني.. والحصار يفاقم المعاناة
بعد سبعة أيام من الحصار والتدمير في بلدة طمون، انسحبت قوات الاحتلال، لكن المشهد المأساوي لم ينتهِ، حيث تستمر عملية الاجتياح والتهجير القسري في مخيم الفارعة، وسط استخدام الاحتلال لكل أدوات القمع، من القصف الجوي إلى الدبابات والقناصة، بهدف ترهيب السكان وإجبارهم على مغادرة منازلهم.
وقال أيمن غريب، رئيس جمعية ايخيليا الاغوار، لـ"رايـــة"، إن سكان طمون عادوا إلى منازلهم بعد أسبوع من الرعب والمعاناة، باستثناء المنازل التي أُحرقت أو دُمّرت بالكامل، لكن الاحتلال خلّف دمارًا واسعًا في البنية التحتية، ودمّر حياة المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، الذين مُنعوا من الوصول إلى أراضيهم طوال فترة الحصار.
وأضاف: "كانت سبعة أيام قاسية، لكن ما يحدث الآن في مخيم الفارعة لا يقل كارثية، حيث يواجه المخيم حصارًا شرسًا، وكأن الاحتلال يشن حربًا مفتوحة على البشر والحجر".
نزوح قسري مغلف بقرارات شكلية
وأوضح غريب أن الاحتلال يحاول تغليف جرائمه ضد الفلسطينيين بغطاء قانوني مزيف، حيث يُجبر السكان على الرحيل، ثم يُصدر أوامر عسكرية "تسمح" لهم بالمغادرة، مضيفًا: "يعطون أوامر لمن يريد الخروج بالخروج، ثم يبدأون بإطلاق النار، ونشر القناصة، وإلقاء القنابل الصوتية في كل زاوية".
وأشار إلى أن الاحتلال يقوم باقتحام المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ثم يسلم سكانها أوراقًا تدّعي أن هذه الإجراءات تمت "بموجب صلاحيات الجيش"، ويخبرهم بأن لديهم "حق الطعن أمام المحاكم" في مشهد عبثي يهدف إلى إضفاء شرعية على عمليات التهجير القسري.
مخيم الفارعة تحت القصف والحصار الشامل
تحدث غريب عن الوضع المأساوي في مخيم الفارعة، حيث يتم استخدام كل أنواع القوة العسكرية، باستثناء الزوارق الحربية، مؤكدًا أن الاحتلال يشن حربًا على المباني، والشوارع، والبنية التحتية، وعلى كل مقومات الحياة.
وأضاف: "لا يوجد في المخيم مقاتلون لمواجهتهم، الجيش يقاتل سكانًا عزّلًا، يدمّر الطرق، يقطع الكهرباء والمياه، يحاصر الناس، ويمنع عنهم العلاج والغذاء، هؤلاء اللاجئون الذين هُجّر أجدادهم عام 1948، ما زالوا يُهجرون حتى اليوم".
وأكد أن أهالي محافظة طوباس فتحوا بيوتهم للنازحين، ورفضوا إقامة مراكز إيواء، حيث تم إنشاء مركز استقبال لتوجيه العائلات نحو البيوت مباشرة.
نزوح أكثر من 100 عائلة والمخيم لا يزال صامدًا
وحول أعداد النازحين، أوضح غريب أن التقديرات تشير إلى نزوح حوالي 100 عائلة من المخيم، أي ما يقارب 400 شخص، لكن المخيم لا يزال يحتضن معظم سكانه رغم التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
وأضاف: "عمليات التفتيش مستمرة، الاحتلال يطلق الرصاص بشكل متقطع لإرهاب السكان، في محاولة لتركيعهم ودفعهم إلى الرحيل".