مخيم الفارعة تحت الحصار لليوم الثامن.. تدمير ممنهج ومعاناة إنسانية خانقة
تواصل قوات الاحتلال لليوم الثامن على التوالي اقتحام مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية، حيث أغلقت جميع مداخله، ودمّرت بنيته التحتية، وفرضت حصارًا خانقًا على السكان، مما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء، ومنع دخول الإغاثة والمساعدات الطبية والإنسانية.
اجتياح مستمر وجرائم بحق السكان
قال عمر منصور، مواطن من داخل المخيم، لـ"رايــة"، إن الاحتلال منذ الساعات الأولى للاقتحام أغلق كل مداخل ومنافذ المخيم بالكامل، وشرع بتجريف الشوارع والبنية التحتية، ومنع دخول سيارات الإسعاف والصحافة والمساعدات.
وأضاف: "المياه مقطوعة منذ سبعة أيام، والكهرباء تعاني من انقطاعات متكررة، فيما يُمنع دخول أي شكل من أشكال الإغاثة"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال تداهم المنازل على مدار الساعة، وتعتلي أسطح البنايات المرتفعة، وتنشر القناصة، وتطلق النار على أي شيء متحرك داخل المخيم.
وأكد منصور أن أهالي المخيم صامدون رغم كل الظروف، وأن معظم العائلات رفضت النزوح، مضيفًا: "بعض العائلات اضطرت للخروج بسبب الظروف الصحية لكبار السن أو المرضى، لكن معظم السكان لا يزالون في المخيم".
وأوضح أن النازحين لجأوا إلى القرى والمناطق القريبة مثل طمون، وادي الفارعة، وطوباس، حيث فتح الأهالي بيوتهم لاستقبالهم.
الاحتلال يمنع دخول الإغاثة والمساعدات
وحول الجهود الإنسانية لإغاثة المخيم، قال منصور: "الاحتلال يمنع دخول أي جهة خارجية، حتى الهلال الأحمر يحتاج إلى تنسيق معقد، وغالبًا لا يُسمح له بالدخول، وحتى لو تم السماح، فإن الشوارع المدمرة تعيق تحرك سيارات الإسعاف".
وأضاف: "المساعدات تصل بصعوبة شديدة، وبعض المتطوعين يحاولون تهريب الخبز، والأدوية، وحليب الأطفال عبر طرق التفافية وبجهود فردية".
وحول استهداف المخيمات بشكل متكرر، قال منصور إن الاحتلال يريد محو فكرة المخيمات الفلسطينية لأنها ترمز إلى اللجوء وحق العودة، مضيفًا: "هم يريدون شطب المخيمات تمامًا، ولذلك رأينا ما حدث في جنين وطولكرم ونور شمس، والآن يحدث الأمر ذاته في الفارعة".
وأكد أن إسرائيل أوقفت عمل وكالة الغوث (الأونروا) في الضفة الغربية كجزء من مخطط إنهاء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، قائلًا: "لكن اللاجئين ما زالوا هنا، وحق العودة لا يمكن أن يُمحى، وإذا سألت أي طفل في المخيم عن أصله، سيقول لك إنه من يافا أو اللد أو المزرعة أو صبارين.. وهذا ما يخيف الاحتلال".
وأشار منصور إلى أن الوضع الإنساني في غاية الصعوبة، حيث يتم منع دخول أي مواد غذائية أو طبية، وحتى الهلال الأحمر يُمنع أحيانًا من إدخال الأدوية، لافتًا إلى أن بعض سيارات الإسعاف التي حاولت إدخال المساعدات تعرضت لمصادرة الأدوية من قبل الاحتلال.
وعن التعليم، قال منصور: "كل المدارس متوقفة، والحديث عن التعليم الإلكتروني غير منطقي في ظل انقطاع الكهرباء وتواجد الجيش وإطلاق النار المستمر"، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد بث الرعب داخل المخيم عبر إلقاء القنابل الصوتية، والتحليق المستمر للطائرات المسيرة، وإطلاق النار بشكل عشوائي.