خاص| نتنياهو يناور لكسب الوقت.. وضغوط أمريكية لدفع المرحلة الثانية من صفقة التبادل
في ظل التطورات المتسارعة بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، أرسل وفد إسرائيلي إلى الدوحة دون أي صلاحيات تفاوضية، ما يثير تساؤلات حول نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومراوغاته السياسية.
قال الدكتور جوني منصور، المحاضر والمؤرخ الفلسطيني، لـ"رايـــة"، إن نتنياهو يعود إلى أساليبه السابقة في المراوغة والمماطلة، محاولًا كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية على الأرض.
وأضاف: "نتنياهو يحاول الاستفادة من الظروف الدولية، خاصة الدعم الذي حصل عليه من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لتعزيز موقفه داخليًا"، مشيرًا إلى أن أحد أبرز أهدافه هو إبقاء وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير داخل الحكومة، بهدف توسيع الاستيطان والتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأوضح أن نتنياهو يتعرض أيضًا لضغط داخلي قوي من الشارع الإسرائيلي، خاصة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يطالب الإسرائيليون باستكمال الصفقة والانتقال إلى المرحلة الثانية، وهو أمر يضع نتنياهو أمام معادلة معقدة بين إرضاء الشارع ومواصلة المماطلة السياسية.
ضغوط أمريكية لدفع المرحلة الثانية من الصفقة
وحول الدور الأمريكي في الضغط على نتنياهو، قال منصور إن الإدارة الأمريكية، خصوصًا إدارة ترامب، تريد إنهاء هذا الملف بسرعة، تمامًا كما تسعى إلى إغلاق ملف الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: "نتنياهو يحاول إظهار نفسه على أنه منخرط في المفاوضات، لكنه في الحقيقة يستخدم عامل الزمن لكسب مزيد من المكاسب السياسية والعسكرية".
وأشار إلى أن تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بكميات إضافية من الذخيرة العسكرية قد يكون مؤشرًا على أن نتنياهو سيواصل التصعيد العسكري لاحقًا، سواء في غزة أو الضفة الغربية، بعد انتهاء الصفقة".
تصعيد مستمر في الضفة.. واستهداف المخيمات الفلسطينية
أكد منصور أن السياسة الإسرائيلية الحالية تستهدف بشكل واضح تصفية المخيمات الفلسطينية، مشيرًا إلى ما حدث في مخيم جنين والمخيمات الأخرى شمالي الضفة الغربية، حيث تسعى إسرائيل لإنهاء الوجود الفلسطيني المنظم في هذه المناطق، تحت ذريعة الأمن.
وأضاف: "نتنياهو والقيادة السياسية في إسرائيل يرون أن المخيمات الفلسطينية تشكل بؤرًا لمقاومة الاحتلال، لذلك يسعون إلى تصفيتها واحدة تلو الأخرى".
هل سيعود العدوان على غزة؟
وفيما يتعلق بإمكانية استئناف العدوان على قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، قال منصور إن هناك ترجيحات بعدم العودة إلى القتال واسع النطاق كما حدث سابقًا، لكن الطيران الإسرائيلي سيستمر في تنفيذ عمليات قصف محددة ضد أهداف معينة داخل القطاع.
وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي لن يتوقف تمامًا إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي، يتضمن تحديد الجهة التي ستتولى إدارة غزة، وآليات إعادة إعمار القطاع.