المصري لراية: ترامب يتبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل ويدفع نحو تهجير الفلسطينيين
كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية عن خطط لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول ثالثة، وسط حديث عن دعم أمريكي لهذه الخطوة كجزء من حل الصراع في الشرق الأوسط. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن مسؤولين إسرائيليين يدرسون هذه الخطة منذ أشهر، بينما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أن هناك دولًا مستعدة لاستقبال اللاجئين من غزة، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في خروج الفلسطينيين من القطاع.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا اليوم الأربعاء، ردًا على تصريحات ترامب، مؤكدةً أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية "راسخ وثابت لا يتزعزع"، وأنها ترفض أي محاولة للمساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرًا.
وأضاف البيان أن هذا الموقف أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته أمام مجلس الشورى، حيث شدد على أن السعودية ملتزمة بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وقال هاني المصري، مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات، لـ"رايـــة"، إن تصريحات ترامب تعكس "تبنيًا كاملًا للرواية الإسرائيلية، بما في ذلك الروايات الأكثر تطرفًا".
وأضاف أن موقف ترامب من وقف إطلاق النار ليس واضحًا، حيث أشار إلى أنه قد يستمر أو لا يستمر، مما يعزز احتمال استئناف الحرب على غزة، مركدا أن تبني ترامب لمطالب إسرائيل بالقضاء على حماس وتهجير الفلسطينيين يشير إلى إمكانية خرق وقف إطلاق النار بدعم أمريكي، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية والمفاوضات بشأن مستقبل القطاع.
وأضاف المصري أن ما يجري ليس مجرد "بالونات اختبار"، بل تحول تدريجي إلى موقف جدي، حيث تسعى إسرائيل بدعم أمريكي إلى تهجير سكان غزة بشكل دائم، وليس مؤقتًا.
وأوضح أن الولايات المتحدة تتعامل مع غزة كأنها قطعة عقار وليست جزءًا من الوطن الفلسطيني، وتقرر مصير سكانها دون الأخذ برأيهم. محذرا من أن إدارة ترامب تسعى إلى فرض سيطرة كاملة على القطاع، حتى لو تطلب ذلك إرسال قوات أمريكية لتنفيذ المخطط.
وأشار المصري إلى أن التصدي لهذه المخططات يتطلب موقفًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا موحدًا، لا يقتصر على البيانات والتصريحات، بل يشمل خطوات عملية، مثل التهديد بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال تنفيذ التهجير، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة دون ترحيل سكانها، والتوجه إلى مجلس الأمن لإدانة أي خطوة نحو التهجير أو الضم.
واختتم حديثه بالقول: "ترامب رجل صفقات، وإذا وجد أن هذه الصفقة خاسرة، فقد يتراجع عنها، لكن ذلك يتطلب رد فعل جديًا وحاسمًا".
