صحفي يرصد لراية تطورات عدوان الاحتلال على شمال الضفة
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة الغربية، حيث تستمر العمليات العسكرية في جنين لليوم الـ16 على التوالي، فيما تشهد طولكرم تسعة أيام من الهجمات، وتتعرض طمون، مخيم الفارعة، وطوباس لحصار خانق منذ أربعة أيام، وسط تصاعد القصف والاعتقالات وانهيار الأوضاع الإنسانية.
وقال الصحافي حافظ أبو صبرة من نابلس، لرايــة إن الاحتلال الإسرائيلي ينقل الأساليب التي يستخدمها في شمال قطاع غزة إلى شمال الضفة الغربية، حيث تشمل عملياته التجريف، القصف، الاعتقالات، وتدمير البنية التحتية، مشيرًا إلى أن الأوضاع في هذه المناطق تتجه نحو كارثة إنسانية.
وأضاف أبو صبرة أن بلدة طمون تعيش لليوم الرابع على التوالي تحت حصار خانق، حيث يُجبر 20 ألف مواطن على البقاء في منازلهم، بينما قصفت الطائرات المسيرة ثماني مرات كل من حاول الخروج.
وأوضح أن الإمدادات الغذائية والأدوية بدأت بالنفاد، فيما يمنع الاحتلال العائلات من مغادرة منازلها لتأمين احتياجاتهم الأساسية، ويواصل تجريف الأراضي وتدمير البنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات عن أجزاء واسعة من البلدة.
وفي طولكرم، قال أبو صبرة إن الاحتلال ينتشر بقوات راجلة في شوارع المدينة، حيث تظهر المشاهد القادمة من هناك وكأن الاحتلال يعيد احتلال المدينة من جديد.
وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت الأسواق، المحال التجارية، وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات، كما قامت بنسف وإزالة البنية التحتية في المخيم، مما أدى إلى نزوح أكثر من 75% من السكان، الذين اضطروا للجوء إلى أقاربهم أو مراكز الإيواء وسط ظروف إنسانية صعبة.
وفي مخيم الفارعة، أكد أبو صبرة أن الاحتلال نفذ حملة اعتقالات واسعة، شملت 13 فلسطينيًا، بينهم ثلاث سيدات، حيث أُفرج عن إحدى السيدات لاحقًا بعد تركها في منطقة جبلية وإجبارها على العودة مشيًا على الأقدام في ظروف قاسية.
وأوضح أن الاحتلال خرب الشوارع الرئيسية، الأسواق، والمنشآت العامة في المخيم، كما فرض قيودًا مشددة على حركة السكان والطواقم الطبية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
3420 عائلة نازحة من مخيم جنين
وفي مخيم جنين، أشار أبو صبرة إلى أن الاحتلال أجبر 3420 عائلة على النزوح القسري من منازلها بقوة السلاح، فيما بقيت بضع مئات من العائلات التي رفضت النزوح، رغم الحصار الخانق ونقص المواد الأساسية. وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت منازل بالكامل، مما أدى إلى احتجاز مدنيين تحت الأنقاض، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ فتاة من تحت الركام بعد ساعات من الحفر اليدوي، رغم تعرض أحد أفراد الطاقم للإصابة خلال عملية الإنقاذ.
وأكد أبو صبرة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تغيير جغرافيا المخيمات، بما يسهل عليه تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلية، مشيرًا إلى أن تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت تؤكد أن الاحتلال سيبقى متواجدًا في هذه المناطق حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية، وهو ما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل اتفاقية أوسلو، في ظل سيناريو مشابه لما شهدته الانتفاضة الأولى.