خاص| جنين.. تدمير ممنهج ونزوح واسع وسط أوضاع إنسانية كارثية
تزداد معاناة أهالي مخيم جنين يومًا بعد يوم، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي تسبب بدمار واسع للبنية التحتية والممتلكات المدنية، وأجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح من منازلهم.
وقال الصحافي عميد شحادة لرايــة: "في كل يوم تزداد المعاناة بالنسبة لأهلنا، تحديدًا في مخيم جنين، وبالتالي تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. هناك حاجة ملحّة لحلول جذرية على الأرض من قبل الجهات المسؤولة، من أجل إغاثة أهلنا في طولكرم وجنين."
وأضاف شحادة أن الهجوم الإسرائيلي امتد إلى جنين وطولكرم وحتى مناطق في طوباس، حيث دفعت قوات الاحتلال بآليات عسكرية ضخمة. وتابع: "وزير الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم مخيم جنين أعلن أن الحرب بدأت على المسلحين في الضفة، ولكن السؤال الذي يطرحه الناس: أي حرب؟ وعلى من؟ ولماذا؟"
وأكد أن جيش الاحتلال يدّعي أنه يستهدف "بنية عسكرية"، بينما الواقع على الأرض يؤكد أن ما يتم تدميره هو البنية المدنية بالكامل، قائلاً: "لا يوجد بنية عسكرية كما يدّعي الاحتلال، فالمقاتلون الفلسطينيون لا يملكون سوى أكتافهم وأصابعهم التي تضغط على الزناد، بينما الاحتلال بدأ بتدمير المدن الفلسطينية بتحريض مباشر من الحكومة الإسرائيلية."
وأوضح أن حجم الدمار طال الميادين العامة والممتلكات العامة، حيث تحولت المخيمات والمدن إلى مناطق منكوبة تحتاج إلى خطط إعادة إعمار شاملة.
وأشار شحادة إلى أن الاحتلال أجبر 15 ألف فلسطيني على مغادرة مخيم جنين تحت تهديد السلاح، قائلًا: "هذا الرقم يعني أن أكثر من 90% من سكان المخيم اضطروا للنزوح. صحيح أن العدد المسجل لدى الأونروا هو 24 ألف لاجئ، لكن من يعيشون داخل المخيم فعليًا لا يتجاوزون 16 ألفًا، ما يعني أن معظمهم تهجروا قسرًا."
وأضاف أن الاحتلال دمّر مئات المنازل إما بشكل كلي أو جزئي، متابعًا: "عندما يتحدث الاحتلال عن تفجير 23 مبنى، فهذا يعني تدمير أكثر من 100 منزل، لأن البناء في المخيمات يكون عموديًا، وكل مبنى يضم ما بين 5 إلى 10 شقق سكنية. بالتالي، هناك أكثر من 200 عائلة فقدت منازلها وأصبحت بلا مأوى."
وحول الدعم الإنساني المقدم للنازحين، قال شحادة: "المساعدات لا توازي حتى الحد الأدنى من احتياجات الناس. النازحون يُتركون لتدبر أمورهم بأنفسهم، سواء عبر استئجار منازل أو الإقامة عند أقاربهم. هناك جمعيات في جنين فتحت أبوابها للنازحين، لكن لا يمكن للعائلات أن تعيش جماعيًا داخل قاعات أو مراكز إيواء لفترات طويلة."
وأشار شحادة إلى أن حجم الدمار في المخيمات يجعل العودة إلى المنازل أمرًا مستحيلًا، موضحًا: "الاحتلال لم يترك حتى سقفًا أو جدرانًا ليعود إليها الناس. في الاقتحامات السابقة، كانت العائلات تعود إلى منازلها حتى لو كانت مدمرة جزئيًا، لكن الآن لا يوجد شيء للعودة إليه."