تصعيد في شمال الضفة
خاص: تفاصيل جديدة عن عملية تياسير وإصابات الاحتلال
شهد حاجز تياسير شرق جنين صباح اليوم عملية إطلاق نار مسلحة أدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية المكثفة لجيش الاحتلال في شمال الضفة الغربية، وسط تصاعد المقاومة الفلسطينية في المنطقة.
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية ياسر مناع لرايــة، إنه حتى اللحظة لم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا حول تفاصيل العملية، لكن وسائل الإعلام العبرية أفادت، وفقًا لما سُمح بنشره، بأن فلسطينيًا مسلحًا نفّذ هجومًا على الحاجز حوالي الساعة السادسة صباحًا، ما أسفر عن إصابته واستشهاده، إضافة إلى وقوع ثمانية إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، بينهم اثنان في حالة حرجة.
وأضاف أن صحيفة يديعوت أحرونوت ومصادر عبرية أخرى أكدت أن منفذ العملية استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في الموقع، مشيرًا إلى أن التحقيقات الإسرائيلية لا تزال جارية حول ملابسات الهجوم.
وأوضح مناع أن شمال الضفة الغربية يشهد تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا مستمرًا منذ أكثر من أسبوعين، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات اقتحام ومداهمات مكثفة في جنين وطوباس ومخيم الفارعة وطمون، مشيرًا إلى أن حاجز تياسير يعتبر نقطة استراتيجية مهمة للاحتلال كونه يفصل بين جنين وطوباس.
وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها الحاجز عمليات فدائية، لكنه اعتبر أن توقيت هذه العملية يحمل دلالة خاصة، حيث تأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المكثف في المنطقة، ما يعكس تحديًا واضحًا لجيش الاحتلال، الذي يحاول فرض سيطرته عبر العمليات العسكرية المتواصلة.
وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الإعلام الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ستقرّ بأن العملية تمثل فشلًا ذريعًا لجهود الاحتلال في تحقيق الردع، مؤكدًا أن ما تحاول إسرائيل تنفيذه من عمليات عسكرية رادعة في شمال الضفة لم ينجح.
وأضاف أن الاحتلال لجأ، لأول مرة، إلى استخدام ناقلات جند مدرعة من نوع "إيتان" خلال عملياته الأخيرة، وهي مركبات استخدمت سابقًا في قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذا الاستخدام يحمل بعدًا نفسيًا أكثر من كونه إجراءً عملياتيًا، حيث تحاول إسرائيل تعزيز صورتها العسكرية في مواجهة تصاعد العمليات الفلسطينية.
وأكد مناع أن العملية في تياسير ستفتح باب النقاش في الإعلام الإسرائيلي حول فشل سياسة الاحتلال في الضفة الغربية، خصوصًا في ظل استمرار العمليات الفدائية، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواجه ضغوطًا داخلية لمراجعة استراتيجيته العسكرية في مواجهة تصاعد المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة.