خاص| نتنياهو وترامب يبحثان معادلة الشرق الأوسط: تطبيع أم تصعيد؟
في ظل التحولات المتسارعة في المنطقة، يترقب المراقبون اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط تساؤلات حول الأولويات التي ستحكم هذا الاجتماع، وما إذا كانت القضية الفلسطينية ستكون ضمن الملفات المركزية أم سيتم تجاوزها لصالح ترتيبات إقليمية أخرى.
وقال د. علي الجرباوي أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، في حديث خاص لشبكة رايــة الإعلامية إن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة في الاجتماع، لكنها ليست الأولوية القصوى بالنسبة للطرفين، مشيرًا إلى أن الأهمية الرئيسية لترامب تكمن في استقرار المنطقة، والذي يراه مرهونًا بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وأوضح أن هذا التطبيع يتطلب معالجة ملفين رئيسيين: الملف النووي الإيراني من جهة، والقضية الفلسطينية من جهة أخرى.
التطبيع السعودي – الإسرائيلي في قلب اللقاء
وأشار الجرباوي إلى أن هناك مطالب إسرائيلية واضحة تتعلق بمستقبل الأراضي الفلسطينية، خاصة ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، إن لم يكن كل الضفة، وهو ما يواجه طلبًا سعوديًا مضادًا، حيث تشترط الرياض أن يكون أي تطبيع مرتبطًا بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وأوضح أن المواجهة الأساسية في هذا اللقاء ستكون بين ترامب ونتنياهو حول كيفية التوفيق بين المطلب السعودي والمطلب الإسرائيلي، وهو ما يثير تساؤلات حول الثمن الذي قد تدفعه الضفة الغربية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وما إذا كانت إسرائيل مستعدة لقبول صيغة تضمن قيام دولة فلسطينية، ولو بشكل مشروط.
حل الدولتين: واقع بعيد المنال؟
وأكد الجرباوي أن الحديث عن حل الدولتين فقد معناه الحقيقي على أرض الواقع، موضحًا أن التطورات التي شهدتها الضفة الغربية منذ طرح هذا الحل تشير إلى أنه لم يعد تقسيمًا لفلسطين إلى دولتين، بل بات تقسيمًا للضفة نفسها.
وأضاف أن إمكانية تحقيق حل الدولتين باتت مرهونة بمساحة الضفة التي ستبقى تحت السيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن اليمين الإسرائيلي الديني يريد السيطرة على كامل الضفة الغربية، ما يجعل أي مفاوضات تدور حول تحديد حجم المناطق التي سيتم اقتطاعها، وليس حول إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية.
الغياب الفلسطيني عن المشهد السياسي
وأوضح أن ترامب لا يولِي الفلسطينيين أي اهتمام، بل يتعامل مع معظم الأنظمة العربية بنفس الأسلوب، باستثناء المملكة العربية السعودية، التي تحظى لديه باهتمام خاص بسبب ثروتها ومكانتها القيادية في العالمين العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن ترامب يرى أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب دورًا قياديًا سعوديًا، لكنه لا يعتبر الفلسطينيين عنصرًا مؤثرًا في هذه المعادلة، وهو ما يعكس نهج التهميش الذي تعرضت له القضية الفلسطينية خلال فترته الرئاسية.
وشدد الجرباوي على أن الوضع الداخلي الفلسطيني هو أحد الأسباب الرئيسية التي تُسهم في تهميش القضية على المستوى الدولي، مشيرًا إلى أن الانقسام المستمر بين الفصائل الفلسطينية يضعف قدرة الفلسطينيين على التأثير في المشهد السياسي.
وقال: "نحن ما زلنا نصارع أنفسنا، ولسنا موحدين في توجه واحد، وهذا ينعكس على مكانتنا الخارجية. لا يمكننا أن نطلب دعم الإقليم أو العالم في وقت ما زلنا فيه غارقين في انقسام مرير."