خاص| ما هي دلالات إرجاء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار!
في ظل الأوضاع السياسية المتوترة داخل إسرائيل، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تأجيل المرحلة الثانية من المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، إلى حين عودته من واشنطن، في محاولة لتنسيق المواقف مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة.
وقال د. منصور أبو كريم الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، في حديث خاص لشبكة رايــة الإعلامية، إن إرجاء الاحتلال لانطلاق المفاوضات يشير إلى وجود محاولات للتوافق بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو بشأن الخطوات القادمة، سواء فيما يتعلق بصفقة التبادل أو باستراتيجية الحرب في غزة.
وأوضح أن نتنياهو يسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق السياسية والأمنية مع واشنطن، للوصول إلى رؤية موحدة تحكم العلاقة الإسرائيلية مع قطاع غزة وحركة حماس مستقبلًا.
وأكد أن نتنياهو يحاول في هذه المرحلة تجنب أي صدامات مع إدارة ترامب، على اعتبار أن الأخير قد يكون أكثر مرونة في دعم إسرائيل مقارنة بالإدارات الديمقراطية، كما كان الحال مع إدارة جو بايدن.
وأشار أبو كريم إلى أن نتنياهو يدرك تمامًا أن استغلال نهج ترامب الشعبوي وسرعة انفعاله تجاه قضايا الشرق الأوسط يمكن أن يكون في مصلحة إسرائيل، من خلال تعزيز موقفها وتحقيق أهداف الحرب.
ما الذي تريده إسرائيل من غزة؟
وأضاف أبو كريم أن إسرائيل، رغم توقيعها اتفاقًا مع حركة حماس حول الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، تسعى في النهاية إلى قطاع غزة بلا حماس، ما يجعل المرحلة القادمة من المفاوضات غير المباشرة معقدة.
ولفت إلى أن هناك أربع قضايا رئيسية يريد نتنياهو الحصول على دعم أمريكي بشأنها، وهي:
- نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
- ضمان استمرار حكم حماس بشروط إسرائيلية أو إيجاد بديل لها يخدم مصالح تل أبيب.
- تعزيز التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى لتقوية موقف إسرائيل الإقليمي.
- ضمان استعادة الأسرى الإسرائيليين دون دفع ثمن باهظ كما تطالب حركة حماس.
وأشار إلى أن تأجيل المفاوضات مرتبط برغبة نتنياهو في تأمين موقف أمريكي داعم لهذه القضايا، خصوصًا في ظل الغضب الشعبي المتزايد داخل إسرائيل، بعد الاستعراضات العسكرية التي قدمتها كتائب القسام خلال جولات تسليم الأسرى الإسرائيليين.
واعتبر أبو كريم أن هذه العروض العسكرية أثبتت للإسرائيليين أن أهداف الحرب لم تتحقق، وأن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في القضاء على البنية العسكرية لفصائل المقاومة أو إسقاط حكم حركة حماس، رغم مرور أكثر من 15 شهرًا على الحرب.
الضغوط الداخلية تهدد مستقبل حكومة نتنياهو
وأكد أبو كريم أن تصاعد الغضب الشعبي يزيد من الضغوط على نتنياهو، وقد يؤدي إلى تفكك حكومته في حال استمر في صفقة التبادل. وأشار إلى أن إيتمار بن غفير، زعيم حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف، هدد بالانسحاب من الحكومة، كما فعل سابقًا، وهو ما قد يقود إلى انهيار التحالف الحاكم والدفع نحو انتخابات مبكرة لن يكون من السهل على نتنياهو الفوز بها مجددًا.
وتابع بأن هذه المخاوف تدفع نتنياهو إلى محاولة كسب دعم إدارة ترامب، التي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الموقف الإسرائيلي من خلال الضغوط السياسية والعسكرية، لضمان تحقيق أهداف الحرب بطرق مختلفة.