الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:07 AM
الظهر 11:53 AM
العصر 2:54 PM
المغرب 5:22 PM
العشاء 6:39 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

واشنطن بوست: تجميد الدعم الخارجي خطر على الأمريكيين و يجردهم من القوة الناعمة

نشرت صحيفة “واشنطن بوست”الامريكية  افتتاحية حذرت فيها من تجميد الدعم الأمريكي الخارجي، وسط تقارير تتحدث عن إمكانية إغلاق الرئيس دونالد ترامب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو أس إيد”، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي الخارجي هو تعبير عن “القوة الناعمة” ويقدم مردودا مهما على الميزانية أكثر من أي بند آخر فيها. وأضافت أن المساعدات الخارجية هي واحدة من أكثر البنود التي يساء فهمها في الميزانية الفيدرالية.

فعادة ما يثار حولها ضجة كبيرة مقابل حفنة دولارات قليلة نسبيا. وتدعم المساعدات الأمريكية آلاف البرامج في 204 دولة.

فهي توفر الأدوية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة/ الإيدز والملاريا. كما تعمل على تنقية مياه الشرب وتساعد في تخليص مناطق الحرب السابقة من الألغام الأرضية المتبقية وتدريب الشرطة المحلية على مكافحة الاتجار بالبشر ومنع استهداف الحياة البرية والإتجار غير المشروع بها.

وبالنسبة للكثيرين من الناس في جميع أنحاء العالم، تعد المساعدات أيضا الرمز الأكثر وضوحا للقوة الأمريكية، أو القوة الناعمة ودليلا ملموسا عن النزاهة الأمريكية.

وبلغت قيمة المساعدات الخارجية 68 مليار دولار في السنة المالية 2023، وهي لا تمثل سوى حوالي 1% من الميزانية الفيدرالية. ومع ذلك، فقد كانت لفترة طويلة في مرمى نيران بعض المحافظين وغيرهم من المنتقدين الذين يعتبرونها هدرا لأموال دافعي الضرائب التي يمكن إنفاقها بشكل أفضل في الداخل.

وبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقع في اليوم الأول على أمر تنفيذي جمد فيه كل الدعم الخارجي لمدة 90 يوما لمراجعتها، قائلا إن “صناعة الدعم الخارجي والبيروقراطية لا تتماشى والمصالح الأمريكية وفي الكثير من الحالات تتناقض مع القيم الأمريكية”.

وأتبع وزير الخارجية ماركو روبيو الأمر ببرقية أرسلها في 24 كانون الثاني/ يناير لكل السفارات والبعثات الأمريكية لوقف العمل في معظم برامج المساعدات الخارجية خلال فترة المراجعة، والتي من المفترض أن تكتمل بحلول الوقت الذي ينتهي فيه التجميد.

وفي البداية، تم منح الإعفاءات فقط للمساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر، وليس للمساعدات المقدمة لأوكرانيا أو تايوان.

وفي يوم الثلاثاء، ربما رضوخا للغضب والانتقادات العالمية، أصدر روبيو إعفاء إضافيا للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

وأضاف روبيو أن البرامج ستخضع للمراجعة من أجل تحديد أوجه القصور والتكرار والتوافق مع أهداف الولايات المتحدة، أي أجندة ترامب “أمريكا أولا”.

وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه وفي بيانه الذي أعلن فيه تجميد الإنفاق، قال روبيو: “يجب تبرير كل دولار ننفقه وكل برنامج نموله وكل سياسة ننتهجها بالإجابة على ثلاثة أسئلة بسيطة: هل يجعل أمريكا أكثر أمانا؟ هل يجعل أمريكا أقوى؟ هل يجعل أمريكا أكثر ازدهارا؟”.

وتعلق الصحيفة أن المراجعة الدورية هي فكرة جيدة، وروبيو محق في مسعاه لاقتلاع العجز والتكرار. ولابد من إنهاء البرامج التي لم تعد ذات فائدة، ولكن الأمر الشامل بتجميد أغلب برامج المساعدات الخارجية يهدد بالتسبب بضرر فوري. ورغم أن الإعفاء الجديد من الأدوية المنقذة للحياة والخدمات الطبية والمأوى يشكل إعفاء مرحبا به إلا أن تعليق المساعدات لثلاثة أشهر قد يلحق الضرر بالعديد من البرامج الحيوية الأخرى.

 خذ مثلا، برامج يمولها دافع الضرائب الأمريكي مثل خطة الرئيس الطارئة لتوفير العناية لمرضي الإيدز (بيبفار) وأعلن عنها في ظل الرئيس جورج دبليو بوش عام 2003. وبنهاية العام الماضي، كانت خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز توفر العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لنحو 21 مليون شخص في 55 دولة، وتوفر العلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس (لمنع الناس من الإصابة بفيروس نقص المناعة) لنحو 2.5 مليون شخص. وفي جنوب أفريقيا، تغطي خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز معظم تكاليف الموظفين الذين يشرفون على العقاقير ورسائل الوقاية من فيروس نقص المناعة. وكذا دعم أبحاث فيروس نقص المناعة في البلاد.

وفي العديد من البلدان، كان المسؤولون الصحيون قلقين جدا بشأن التوقف المحتمل للإنفاق.

 ولحسن الحظ، أعلنت وزارة الخارجية يوم السبت أن التوقف لن ينطبق على خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز.

وتعد الولايات المتحدة أيضا من كبار المانحين على مستوى العالم للمعركة من أجل مكافحة مرض الملاريا، وذلك في الغالب من خلال مبادرة الرئيس لمكافحة الملاريا والمعروفة باسم “بي أم أي”، وفي السنة المالية 2024، خصص الكونغرس 795 مليون دولار لـ”يو أس إيد” لتمويل جهود تشخيص وعلاج الملاريا وتوزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية.

ويحذر مسؤولو الصحة الأفارقة من أن أي تعليق حتى لو كان قصيرا، لهذه المساعدات، فقد تتراجع مكاسب الوقاية من الملاريا، وبخاصة في المدن المعرضة للمرض مثل لاغوس في نيجيريا.

 كما سيعيق تعليق المساعدات إعادة توطين اللاجئين.

وتساعد الولايات المتحدة جماعات المجتمع المدني التي توفر الدعم للناس، مثل حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة الأفغانية، من خلال توفير الغذاء والسكن ورعاية الأطفال لمساعدتهم على الاستقرار في المجتمعات الأمريكية وإيجاد طريق للاكتفاء الذاتي. وسيفتح العديد من هؤلاء اللاجئين شركات صغيرة أو يعملون في المصانع والمستودعات حيث يوجد نقص في العمال الأمريكيين.

وتوفر المساعدات الخارجية الدعم للديمقراطيات الناشئة كي تدير الانتخابات، وفي تعزيز أنظمة المحاكم وتمويل جماعات حقوق الإنسان والمنافذ الإعلامية المستقلة وجماعات العمل التي تدافع عن حقوق العمال.

وبشكل عام، تعد المساعدات الخارجية أداة سياسية فعالة وغير عادية. فالمساعدة في القضاء على الفقر وتعزيز الديمقراطية تولد النوايا الحسنة التي تجعل الولايات المتحدة أقوى. كما أن مكافحة مسببات الأمراض التي تهدد الحياة وإزالة أسباب عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي تجعل العالم أكثر أمانا.

ويخلق توسيع الرخاء العالمي أسواقا جديدة للمنتجات الأمريكية. وتدعو الصحيفة روبيو لتوسيع إعفاءاته لتشمل جميع البرامج الحيوية للصحة والرفاه الاجتماعي. ويجب على الوزير أن يتأكد من أن المراجعة تتم بسرعة وإنصاف، حتى يمكن استئناف تدفق المساعدات قبل أن يتسبب التوقف بأضرار دائمة.

Loading...