الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:08 AM
الظهر 11:53 AM
العصر 2:53 PM
المغرب 5:21 PM
العشاء 6:38 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

السيادة الغذائية في فلسطين: بين التحديات والجهود لتعزيز الاكتفاء الذاتي

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الفلسطينيين، يبرز مفهوم السيادة الغذائية كأحد العوامل الأساسية لتعزيز الاستقلال الزراعي والاكتفاء الذاتي.

ويهدف هذا المفهوم إلى تمكين الفلسطينيين من التحكم في إنتاج غذائهم، بدءًا من اختيار البذور وحتى تحديد الأسعار والأسواق، بعيدًا عن سيطرة الشركات العالمية التي تتحكم في الزراعة والإنتاج الغذائي.

وقالت فداء أبو حمدية مدربة و مترجمة و ناشطة في مجال ثقافة الغذاء، إن السيادة الغذائية تعني ببساطة "أن نكون أسياد غذائنا، نقرر ماذا نأكل، وبأي أسعار، وبأي طريقة زراعية"، مشيرة إلى أن الفكرة تقوم على إنتاج الغذاء محليًا باستخدام البذور البلدية بدلاً من البذور المعدلة التي تُجبر المزارعين على شرائها سنويًا.

السيادة الغذائية في الماضي والحاضر

أوضحت أبو حمدية أن الفلسطينيين كانوا يتمتعون بسيادة غذائية كاملة في الماضي، حيث كانوا يزرعون محاصيل موسمية ويخزنون المنتجات الزراعية لفصل الشتاء فيما يُعرف بـ"المونة"، إلى جانب الاستفادة من الأعشاب الطبيعية المحلية التي تنمو تلقائيًا، مثل الزعتر، الميرمية، اللوف، والعلك، والتي تحمل فوائد غذائية وصحية كبيرة.

إلا أن الممارسات الحديثة أدت إلى التعدي الجائر على النباتات البرية، سواء من خلال الاقتلاع الجائر بغرض التجارة أو بسبب الاعتداءات الإسرائيلية التي تقيد وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم الزراعية.

وأضافت أبو حمدية أن الاحتلال لا يكتفي بمنع الفلسطينيين من الزراعة، بل يفرض إجراءات تحد من قدرتهم على الاستفادة من أراضيهم.

التحديات التي تواجه السيادة الغذائية في فلسطين

أشارت أبو حمدية إلى أن نسبة تحقيق السيادة الغذائية في فلسطين قليلة جدًا، نظرًا لعدة عوامل، منها:

- القيود الإسرائيلية التي تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.

- تدمير المحاصيل الزراعية كما حدث مؤخرًا في بردلة، حيث تم زرع 50 دونمًا ثم مُنع المزارعون من جني المحصول.

- تحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية وتجارية، مما يقلل من المساحات القابلة للزراعة.

- غياب الرقابة والتوعية حول كيفية الحفاظ على النباتات البرية ومنع الاستغلال الجائر لها.

وأوضحت أبو حمدية أن بعض الفواكه غير متوفرة محليًا ويتم استيرادها، باستثناء بعض المحاصيل مثل الفراولة التي بدأ الفلسطينيون في إعادة زراعتها بنجاح.

دور التعاونيات في دعم السيادة الغذائية

تحدثت أبو حمدية عن الجهود المبذولة لتعزيز مفهوم السيادة الغذائية، مشيرة إلى أن التعاونيات الزراعية تلعب دورًا مهمًا في إحياء الفلاحة البيئية وتعليم الجيل الجديد أسس الزراعة المستدامة.

ومن بين هذه المبادرات، تقدم تعاونية الجلزون تدريبات على الفلاحة البيئية، بالتعاون مع مؤسسة دالية وعدد من الخبراء في المجال، مثل المزارع والباحث سعد داغر، الذي يعمل على نشر هذا المفهوم بين المزارعين الجدد.

وأضافت أبو حمدية أن هذه التعاونيات توفر منتجات زراعية عضوية وصحية بأسعار مناسبة، مما يساعد في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الإنتاج الزراعي الفلسطيني.

نحو استعادة السيادة الغذائية

وأكدت أبو حمدية أن تعزيز السيادة الغذائية يتطلب خطوات عملية على الأرض، مثل:

- تعزيز التوعية حول أهمية الزراعة البلدية والابتعاد عن البذور المعدلة والمستوردة.

- حماية الموارد الطبيعية والنباتات البرية من التعديات الجائرة.

- تقديم دعم أكبر للمزارعين، سواء من خلال توفير التمويل أو تسهيل وصولهم إلى أراضيهم.

- تعزيز دور التعاونيات الزراعية في نشر المعرفة حول الفلاحة البيئية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وختمت أبو حمدية حديثها بالتأكيد على أهمية نقل هذا الوعي إلى الجيل الجديد، مشيرة إلى أن العودة إلى الأرض ليست مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن الغذائي الفلسطيني في ظل الاحتلال والتحديات الاقتصادية.

Loading...