خاص| إعادة الإعمار في غزة: تحديات كبرى وخطوات أولية للإيواء المؤقت
تسببت الحرب الأخيرة على قطاع غزة في دمار هائل للبنية التحتية والمباني السكنية، حيث تشير إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن 93% من المباني تضررت، ما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني فلسطيني من منازلهم.
وفي حديثه لـ"رايـــة"، قال عمر خفش مدير عام المجلس الفلسطيني للإسكان، إن المجلس بدأ تدخلاته حتى أثناء الحرب، استجابة للأزمة السكنية المتفاقمة، حيث تم تخصيص مليون دولار لمشروع تجريبي لمساعدة 300 عائلة في العودة إلى منازلهم المتضررة جزئيًا، من خلال منح تصل إلى 4000 دولار لكل أسرة، وفق معايير محددة.
أولوية الإيواء المؤقت ومخططات إعادة الإعمار
أوضح خفش أن الأولوية الحالية تتمثل في توفير الإيواء المؤقت للعائلات التي لا تملك مأوى، عبر توفير الخيام والكرفانات بالتنسيق مع الجهات المانحة والمؤسسات الدولية.
وأكد أن المجلس يعمل ضمن غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة، حيث يتم وضع تصورات وخطط تنسيق الجهود مع مختلف المؤسسات لضمان استجابة فعالة وسريعة.
كم ستستغرق عملية إزالة الركام؟
وحول المدة الزمنية المتوقعة لإزالة الركام، أشار خفاش إلى أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقديم تقديرات دقيقة، نظرًا لأن وقف إطلاق النار لم يمضِ عليه فترة طويلة.
وأضاف أن الجهات المختصة تعمل حاليًا على إعداد الإحصائيات والخطط، سواء فيما يتعلق بالإيواء المؤقت أو إعادة الإعمار على المدى البعيد.
أكد خفش أن حجم الدمار في غزة غير مسبوق، مما يجعل التدخلات الحالية محدودة مقارنة بحجم الكارثة، لكنها تتم وفق الإمكانيات المتاحة وبتمويل من الجهات المانحة.
وأوضح أن المجلس الفلسطيني للإسكان ساهم في تخفيف معاناة الأسر النازحة من خلال عدة برامج، مثل إدارة مراكز الإيواء وتوفير دعم مالي لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جزئيًا.
إعادة الإعمار.. ما الخطوة التالية؟
أوضح خفش أن جهود إعادة الإعمار لن تقتصر فقط على بناء المنازل، بل تشمل أيضًا البنية التحتية وكافة القطاعات المتضررة. وأضاف أن المرحلة الحالية تركز على الإيواء المؤقت من خلال الخيام والكرفانات، إضافة إلى الترميم الجزئي للمنازل القابلة للسكن، على أن يتم لاحقًا تنفيذ خطط إعادة الإعمار الكاملة التي يجري إعدادها حاليًا بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية.
وفي ختام حديثه، أعرب خفش عن أمله في أن تنتهي هذه الأزمة سريعًا، وأن يتم البدء في إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن، لتخفيف معاناة الفلسطينيين الذين عانوا ويلات الحرب والدمار.
