من السجن إلى ريادة الأعمال: ضياء نواورة يبدع في مشروع حلويات صحية
في قصة ملهمة عن الإرادة والتحدي، استطاع الشاب ضياء نواورة، الذي كان أسيرًا سابقًا في سجون الاحتلال، أن يحوّل تجربته الصعبة إلى دافع للنجاح. ورغم أنه بدأ دراسته الجامعية في تخصص الهندسة، إلا أن الاعتقالات المتكررة أجبرته على تغيير مساره إلى علم الحاسوب، باعتباره مجالًا يتطلب سنوات دراسة أقل، مما قلل من تأثير الانقطاعات القسرية على مستقبله.
لكن رحلة ضياء لم تتوقف عند الدراسة، فقد أطلق مشروعًا رياديًا يجمع بين شغفه بالحياة الصحية وتجربته الشخصية مع فقدان الوزن داخل السجن، ليؤسس "لقمة مان"، وهو مشروع يقدم حلويات صحية تناسب الرياضيين ومرضى السكري، إلى جانب الحلويات التقليدية.
بداية الفكرة.. من تجربة شخصية إلى مشروع ريادي
يقول نواورة لشبكة رايــة الإعلامية إن فكرة المشروع بدأت من تجربته الشخصية في السجن، حيث كان يعاني من زيادة الوزن ولم يجد خيارات صحية عندما كان يرغب في تناول الحلويات. وبعد فقدانه الوزن هناك، قرر أن يطلق مشروعًا يوفر خيارات صحية لمن يواجهون نفس التحديات، خاصة الرياضيين ومن يتبعون الحميات الغذائية.
وأشار إلى أن مشروعه يضم قسمين رئيسيين: الأول للحلويات التقليدية، والثاني مخصص للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، بما في ذلك مرضى السكري والرياضيين. وأوضح أن المنتجات الصحية خالية تمامًا من السكر المضاف، وتعتمد على المحليات الطبيعية، مثل المشروبات الطبيعية بدون سكر، وحلويات خاصة مثل ليالي لبنان والمهلبية الصحية.
تحديات الجمع بين الدراسة والمشروع
ورغم أن مشروعه لا يزال في بداياته، حيث بدأ تشغيله فعليًا منذ أشهر قليلة فقط بعد حوالي ستة أشهر من التجهيزات والتراخيص، إلا أن التوفيق بين دراسة علم الحاسوب وإدارة مشروع جديد لم يكن سهلًا.
يقول نواورة: "أنا بحاجة إلى مضاعفة جهدي، فأنا لا أملك وقتًا للراحة، حيث أنهي دراستي الجامعية ثم أنتقل مباشرة إلى العمل في المشروع. ورغم الصعوبات، فأنا مصمم على النجاح في كليهما دون تأخير أكثر في حياتي بعد ما مررت به."
ويقدم مشروع "لقمة مان" مجموعة متنوعة من الحلويات والمشروبات، حيث يحرص على ابتكار نكهات جديدة ومميزة غير متوفرة في السوق، مثل وافل محشو بنكهات خاصة مثل بلوبيري وباونتي، بالإضافة إلى مشروبات طبيعية وميلك شيك بدون سكر مضاف.
وأكد نواورة أن الحلويات الصحية في مشروعه لا تختلف كثيرًا في المذاق عن الحلويات التقليدية، بل تحظى بقبول جيد لدى الزبائن، رغم أن الفكرة لا تزال جديدة في الضفة الغربية.
نصائح للشباب: لا تدع الظروف تعيقك
وفي رسالة تحفيزية للشباب، شدد نواورة على أن الظروف القاسية يجب أن تكون دافعًا للنجاح وليس عائقًا، قائلًا:
"قد تواجه عقبات في حياتك، لكن لا تجعلها توقفك. بالعكس، تعلم منها واستخدمها كنقطة انطلاق. حتى السجن، الذي كان يمكن أن يكون تجربة سلبية في حياتي، جعلني أكثر إصرارًا على النجاح والاستفادة من كل لحظة."
واختتم نواورة حديثه بالتأكيد على أن مشروعه مفتوح للجمهور من الساعة 5 مساءً حتى 11 ليلًا، عدا يوم الثلاثاء، ويمكن للزبائن التواصل معهم عبر صفحاتهم على فيسبوك وإنستغرام تحت اسم "لقمة مان".
تجسد قصة ضياء نواورة روح الإصرار والمثابرة، حيث تمكن من التغلب على الصعوبات وتحويل التحديات إلى فرص، ليصبح نموذجًا للشباب الفلسطيني الطموح الذي يسعى لبناء مستقبله رغم كل العقبات.