باحث لراية: تفجير عشرات المباني في جنين خطوة لفرض واقع جديد بالضفة

شهد مخيم جنين في الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 مبنى بشكل متزامن في الجهة الشرقية من المخيم، في سابقة غير معهودة بالضفة الغربية، حيث أسفر التفجير عن تضرر مئات المنازل الأخرى، إضافة إلى المرافق الحكومية والمستشفيات التي تضررت بفعل الانفجارات.

وقال الكاتب والباحث الفلسطيني تامر سباعنة في حديث خاص لشبكة رايــة الإعلامية، إن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية وليس فقط في مخيم جنين، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية تمتد حاليًا إلى طولكرم، طوباس، طمون، الفارعة، وربما مناطق أخرى قريبًا.

وأضاف أن الاحتلال لا يهدف فقط إلى تنفيذ عمليات عسكرية، بل يسعى إلى تدمير البنية التحتية، وتهجير السكان، وتغيير التركيبة السكانية، وهو ما ظهر جليًا في مخيم جنين الذي شهد هدم أكثر من 100 منزل، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات.

وأوضح سباعنة أن المخيمات الفلسطينية تحمل رمزية قوية مرتبطة بحق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وأن استهدافها بهذا الشكل هو محاولة لضرب هذا الرمز.

وأكد أن الاحتلال يسعى إلى تفريغ المخيمات وتقليل عدد سكانها، وفتح شوارع داخلها لتسهيل اقتحامات الجيش وتقويض المقاومة فيها، إلى جانب تغيير البنية السكانية وضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة.

وأشار سباعنة إلى أن الاحتلال يهدف من خلال هذه العمليات إلى ترسيخ وجوده في الضفة الغربية وجعل الفلسطينيين يتعايشون مع وجود الجيش الإسرائيلي في مدنهم وقراهم ومخيماتهم، محذرًا من أن نجاح الاحتلال في فرض هذا الواقع في جنين، قد يجعل الضفة الغربية بأكملها لقمة سائغة للاستيطان والتوسع الإسرائيلي.

وفي ختام حديثه، أعرب سباعنة عن استغرابه من الصمت الدولي إزاء ما يحدث في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني، رغم الدمار وسقوط الشهداء، متمسك بحقوقه ولن يتخلى عن أرضه ومقاومته.