خاص| برامج التجسس الإسرائيلية تهدد الخصوصية الرقمية.. اختراق أكثر من 100 صحفي عبر واتساب
تعرض أكثر من 100 صحفي وناشط في المجتمع المدني لهجوم تجسسي عبر تطبيق واتساب، باستخدام برنامج "جرافيت" التابع لشركة إسرائيلية، في تطور جديد يثير القلق حول أمان الصحفيين والناشطين الرقميين.
وقالت المنسقة الإعلامية لمركز صدى سوشال، نداء بسومي، لشبكة راية الإعلامية، إن هذا الهجوم خطير للغاية، خاصة أنه يعتمد على تقنية "زيرو كليك"، مما يعني أن المستخدم المستهدف لا يحتاج حتى إلى الضغط على رابط خبيث ليتم اختراق جهازه، بل يكفي أن يتلقى رسالة تحتوي على الفيروس ليتمكن المهاجمون من السيطرة الكاملة على جهازه، بما في ذلك الاطلاع على الرسائل، المكالمات، الكاميرا، والميكروفون.
واتساب ترد.. ولكن هل الإجراءات كافية؟
وأضافت بسومي أن واتساب أعلنت عن إرسال إشعارات تنبيه للأشخاص المتضررين من الاختراق، وأكدت أنها ستلاحق قانونيًا الشركة المطورة للبرنامج التجسسي، "براجون"، مثلما فعلت سابقًا مع شركة "NSO" الإسرائيلية المطورة لبرنامج "بيغاسوس".
وأوضحت أن واتساب نجحت بالفعل في كسب قضية قانونية ضد "NSO"، مما أجبرها على دفع غرامات مالية وإعادة بيانات المستخدمين التي تم اختراقها في عام 2019، مما يعطي بصيص أمل بأن الشركة ستنجح أيضًا في ملاحقة "براجون".
هل تتخذ السلطات الفلسطينية إجراءات لحماية الصحفيين؟
وأشارت بسومي إلى أن الدور الرسمي الفلسطيني، وخاصة وزارة الاتصالات، لا يزال ضعيفًا في مواجهة هذه التهديدات الرقمية.
وأكدت أن التواصل مع منصات التواصل الاجتماعي لحماية المحتوى الفلسطيني والصحفيين أمر ضروري، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركات المتورطة في انتهاك خصوصية المستخدمين الفلسطينيين.
وضربت أمثلة على نجاح الحكومات في فرض سياسات تحمي مواطنيها، كما حدث في ماليزيا عندما هددت بحظر فيسبوك بعد حذف صورة لرئيس الوزراء الماليزي مع شخصيات فلسطينية، وكذلك في تركيا عندما هددت بحظر إنستغرام بسبب تقييد المحتوى الفلسطيني.
نقص التوعية الرقمية يفاقم الأزمة
وأكدت بسومي أن هناك نقصًا حادًا في التوعية الرقمية في فلسطين، مشيرةً إلى أن الأمان الرقمي يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية. وأضافت: "يجب أن يحصل الصحفيون والمستخدمون العاديون على تدريبات دورية حول الأمن الرقمي، لأن التكنولوجيا تتطور باستمرار، وما كان فعالًا قبل ثلاث سنوات قد لا يكون كافيًا اليوم".
وأوضحت أن مركز صدى سوشال تعاون مع وكالة الأونروا قبل الحرب لإطلاق منهاج "التربية الرقمية" لطلاب الصفوف من السابع إلى التاسع، بهدف توعيتهم بكيفية التعامل مع المنصات الرقمية بأمان، وحمايتهم من التهديدات الإلكترونية مثل الابتزاز والاختراقات.
