خاص| إعادة تشغيل معاصر الزيتون في غزة بعد الحرب.. معجزة زراعية رغم الدمار
رغم الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، برزت قصة نجاح غير متوقعة، تمثلت في إعادة تشغيل معاصر الزيتون في رفح وخان يونس، بعد اكتشاف أن بعض أشجار الزيتون لا تزال تحمل ثمارها، مما منح المزارعين فرصة لاستخراج الزيت وسط الظروف الصعبة.
وقال م. محمد وافي، صاحب معاصر وافي للزيتون، لشبكة راية الإعلامية، إن قرار فتح المعصرة جاء بعد عودة الأهالي إلى منازلهم المدمرة في رفح، حيث فوجئوا بأن أشجار الزيتون لا تزال تحتفظ بثمارها، ولم تسقط بسبب غياب ذبابة الزيتون، وهي الحشرة التي عادةً ما تتسبب في تلف المحصول.
بداية الفكرة.. إنقاذ محصول الزيتون بعد الحرب
وأضاف وافي أن أحد أصدقائه في رفح اقترح عليه إعادة تشغيل المعصرة لعصر الزيتون المتبقي، خاصة أن "الزيتون كان على أمه" أي لم يسقط على الأرض، مما يعني أن جودته لا تزال عالية. ومع تزايد الطلب من المزارعين، توسعت الفكرة، وتحولت إلى فرصة لإنتاج كميات كبيرة من الزيت، رغم الظروف الصعبة.
وأوضح أن تشغيل المعصرة تطلب أعمال صيانة مكثفة، لكن المفاجأة كانت في ارتفاع نسبة استخراج الزيت إلى 34%، وهو رقم غير مسبوق في غزة، حيث كانت النسبة المعتادة تتراوح بين 12% إلى 16% فقط.
وأشار وافي إلى أن التأخير في قطف الزيتون حتى شهر يناير، نتيجة الحرب، أدى إلى نضج الثمار بشكل كامل، ما رفع نسبة استخراج الزيت. وقال: "اتضح أننا كنا نعصر الزيتون في وقت مبكر جدًا في السنوات السابقة، مما كان يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الزيت".
وأضاف أن مقارنة معاصرته بالمعاصر الإيطالية أظهرت أن نسبة الفاقد لديه كانت الأقل، مما يدل على كفاءة المعصرة والتعديلات التي أجراها بنفسه.
إنتاج الزيت يتواصل.. ومزارعو غزة يستفيدون
وأكد وافي أن المعصرة لا تزال تعمل، ومن المتوقع أن يستمر العصر حتى منتصف الشهر المقبل، حيث وصل الإنتاج حتى الآن إلى 60 طنًا من الزيت، بمعدل 9 إلى 13 طنًا يوميًا.
كما أشار إلى أن استخدام الجفت الناتج عن العصر في التدفئة والخبز، ساعد السكان في ظل نقص الغاز والوقود.
وتحدث وافي عن الصعوبات التي واجهها خلال السنوات الماضية في تشغيل المعصرة، بسبب الحصار ومنع إدخال المعدات.
وأوضح أنه اضطر إلى تصنيع أجزاء المعصرة بنفسه، مثل التوربين والخلاطات والرافعات، بعد أن فشلت محاولات إصلاحها في الخارج، مؤكدًا أن "الإبداع الفلسطيني لا حدود له".
وأضاف أنه تمكن من تقليل الفاقد في الزيت إلى أقل من 3%، مقارنة بالحد المسموح به عالميًا وهو 6%، وهو ما جعل معصرته من بين الأكثر كفاءة في غزة.