خاص| 6 رسائل للمقاومة من مشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين
في ظل الاهتمام الإسرائيلي المتزايد بمشاهد تسليم الأسرى، واصلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، توجيه رسائل سياسية وعسكرية عبر طريقة الإخراج الميداني لعمليات التسليم، وهو ما شكل محور اهتمام الإعلام العبري الذي خصص تغطيات واسعة لهذه المشاهد، معتبراً أنها جزء من الحرب النفسية التي تمارسها المقاومة الفلسطينية.
وقال المحلل السياسي ومختص بالشأن الإسرائيلي نجيب مفارجة في حديث لشبكة راية الإعلامية، إن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها كتائب القسام هذا الأسلوب، حيث سبقت عمليات التسليم الأخيرة ثلاث دفعات أخرى حملت رسائل مشابهة. وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي يتلقى هذه المشاهد باهتمام شديد، وهو ما يفسر التغطية الموسعة التي يخصصها الإعلام العبري لها.
وأضاف مفارجة أن كتائب القسام أرسلت ست رسائل أساسية خلال عملية التسليم الأخيرة، أولها استعراض المقتنيات العسكرية الإسرائيلية التي أصبحت في حوزة المقاومة، مثل سيارات "دودج" العسكرية التي غنمها عناصر القسام من الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى أسلحة تابعة لوحدات النخبة الإسرائيلية، مثل بندقية "تافور". واعتبر الإعلام الإسرائيلي هذه الرسائل "إهانة مباشرة" للجيش، مما دفع بعض الأوساط إلى المطالبة بالضغط على حماس عبر وسطاء لوقف مثل هذه الإهانات.
وأشار إلى أن هذه المشاهد تسببت سابقًا في صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث دفع ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التهديد بوقف المفاوضات في الجولات القادمة، وتأخير تسليم الأسرى الإسرائيليين. وفي الجولة الثالثة، تأخرت بالفعل عملية التسليم وأُعيد بعض الأسرى إلى أماكن احتجازهم بعد إخراجهم، بسبب سيناريو الإخراج الذي وصف بأنه كان الأكثر تأثيرًا حتى الآن.
وأوضح مفارجة أن الرسالة الثانية التي وجهتها القسام تمثلت في استعراض أسلحتها المصنعة محليًا، مثل بندقية القنص "الغول" وقاذف "الياسين"، اللذين كان لهما أثر كبير في المواجهات الأخيرة. وأكد أن كتائب القسام أرادت من خلال ذلك توجيه رسالة بأن صناعاتها العسكرية المحلية أثبتت فاعليتها في الميدان.
أما الرسالة الثالثة، فقد تمثلت في اختيار ميناء غزة كموقع لتسليم الأسرى، حيث رأى مفارجة أن ذلك يحمل دلالتين: الأولى أن المقاومة لا تزال قادرة على العمل رغم الدمار الذي لحق بالمخيمات القريبة، والثانية تتعلق باستخدام الميناء ذاته، الذي زعمت الولايات المتحدة وإسرائيل أنه أنشئ لأغراض إنسانية، في حين استخدمته القوات الخاصة الأمريكية والإسرائيلية للبحث عن الأسرى الإسرائيليين. وأكدت القسام من خلال هذا المشهد أنه "لا عودة لأي أسير إلا من خلال صفقات التبادل".
وأضاف مفارجة أن الرسالة الرابعة جاءت من خلال ظهور قائد كتيبة الشاطئ خلال عملية التسليم، وهو أحد قادة القسام الذين أعلنت إسرائيل عن اغتيالهم قبل أشهر. واعتبر أن هذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين التي تضطر فيها إسرائيل إلى التراجع عن ادعاءاتها بشأن تصفية شخصيات قيادية في المقاومة.
وأشار مفارجة إلى أن الرسالة الخامسة تمثلت في الهدايا التي قدمتها القسام للأسرى المحررين، والتي تضمنت خريطة فلسطين التاريخية، إلى جانب توقيع الأسرى الإسرائيليين على تعهد بعدم العودة للخدمة في الجيش،مؤكدا أن هذا المشهد أثار غضبًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي، حيث اعتُبر إهانة مباشرة لإسرائيل، وعزز صورة الانتصار الفلسطيني.
أما الرسالة الأخيرة، فقد جاءت من خلال صور قادة القسام التي زينت موقع التسليم، حيث أرادت المقاومة التأكيد على أنها لا تعاني من أي فراغ قيادي، وأنها لا تزال تسيطر على زمام الأمور وتدير العمليات بكفاءة. وأوضح مفارجة أن القسام أرادت إيصال رسالة واضحة بأنها تلتزم بوعودها تجاه الأسرى الفلسطينيين، وتواصل تحقيق المزيد من الإنجازات في ملف التبادل وفقًا لشروطها الخاصة.