كابتن منتخب فلسطين يتحدث لراية عن معاناة الرياضيين وسط دمار الملاعب
قطاع غزة، الشاهد الحي على أبشع أشكال المعاناة والدمار، يعيش يومًا بعد يوم فصولاً قاسية من الألم والحرمان، في ظل عدوانٍ خلف وراءه دمارًا شاملًا في البنية التحتية وحياة الفلسطينيين.
كابتن منتخب فلسطين سابقاً، صائب جندية، تحدث لشبكة "رايــة" الإعلامية عن تفاصيل موجعة من حياته الشخصية وتجربته في ظل الحرب التي لم تترك بيتًا أو منشأة رياضية إلا وطالها الضرر.
وقال كابتن جندية: "أنا أسكن في حي الشجاعية، وهو من أكثر المناطق التي تعرضت للقصف منذ اللحظات الأولى للحرب. المنطقة التي كنت أعيش فيها أصبحت رماداً وتراباً، فقد تم تدمير أكثر من ألف منزل بالكامل، ولم يبق شيء حتى من مقتنياتنا الشخصية. غادرنا المنزل في أول ساعة من الحرب، ولم نأخذ معنا شيئًا سوى أرواحنا".
وأضاف: "لقد بذلت جهدًا كبيرًا لبناء منزلي وتشطيبه، حيث أنهيت العمل عليه قبل أشهر فقط من الحرب، لكن كل ذلك ذهب هباءً. رغم ذلك، الحمد لله على كل حال".
وأضاف جندية: "بعد خروجنا من منزلنا في الشجاعية، تنقلنا بين عدة أماكن؛ بدءًا من وسط مدينة غزة إلى دير البلح، ثم رفح، وعدنا مرة أخرى إلى دير البلح. التنقل كان مرهقًا للغاية، ولا زلنا ننتظر أن نعود إلى منازلنا، لكن الطرق مغلقة والأوضاع صعبة".
وأردف: "الحصار جعل الحياة شبه مستحيلة، حيث بات من الصعب توفير الاحتياجات اليومية الأساسية، حتى الطعام والماء أصبحا من الكماليات بالنسبة للكثير من العائلات".
وتابع جندية قائلاً: "لقد تأثرت الرياضة بشكل كبير بسبب الحرب. الملاعب التي كانت المتنفس الوحيد لأبناء غزة، مثل ملعب فلسطين وملعب اليرموك، تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين. أما المنشآت الرياضية الأخرى فقد دُمّرت بالكامل. نحن كرياضيين فقدنا الكثير، ليس فقط من المنشآت والمعدات، بل أيضاً من زملائنا وأصدقائنا في الأسرة الرياضية، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إداريين".
وأكد جندية في ختام حديثه: "رغم كل هذه الصعوبات، ما زلنا نؤمن بأننا قادرون على الوقوف من جديد، ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا توحدنا كفلسطينيين. الوحدة هي خيارنا الوحيد لمواجهة الاحتلال وإعادة بناء ما دمرته الحرب، ولتحقيق مستقبل أفضل لأبناء شعبنا".
يبقى المشهد في قطاع غزة شاهداً على المأساة والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا. في ظل هذه الظروف القاسية، لا تزال إرادة الحياة حاضرة لدى أبناء القطاع، الذين يأملون أن تتحقق الوحدة الفلسطينية وأن يعود السلام إلى وطنهم، ليبدؤوا من جديد في بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.