خاص| شمال غزة.. دمار شامل وانعدام للحياة والمواطنون يُجبرون على العودة
مع توقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ودخول التهدئة حيز التنفيذ، تتكشف حقائق المعاناة التي يعيشها سكان شمال القطاع، وخاصة في بيت لاهيا وبيت حانون.
السكان الذين أُجبروا على النزوح إلى الجنوب خلال الحرب يواجهون أوضاعًا إنسانية مأساوية مع عودتهم إلى مناطقهم التي باتت خالية من مقومات الحياة.
الصحفي موسى سالم، المقيم في شمال قطاع غزة، يقول في حديث خاص لشبكة "رايــة" الإعلامية: "توقفت الحرب، لكن المعاناة لم تنتهِ، بل بدأت للتو. شمال قطاع غزة مدمر بالكامل. جميع البيوت، البنية التحتية، والمدارس دُمرت أو أُحرقت، وأصبحت غير صالحة للحياة. حتى لو وجدت أجزاء صالحة من المنازل، لا توجد مياه أو كهرباء أو خدمات أساسية تجعل هذه الأماكن قابلة للسكن".
وأضاف أن الناس لا يجدون مأوى، وحتى الخيام، التي تُعتبر الحد الأدنى من الإغاثة، لم تصل إليهم سوى بأعداد قليلة جدًا لا تكفي لتغطية الاحتياجات.
وأضاف سالم: "الأوضاع الصحية كارثية، فعدم وجود المياه الصالحة للشرب يزيد من احتمالية انتشار الأوبئة والأمراض. أما الطعام، فالمساعدات التي تدخل القطاع محدودة للغاية، ولا تصل بشكل كافٍ إلى شمال القطاع. البلديات تعجز عن توفير أي خدمات؛ جميع معداتها تم تدميرها بالكامل من قبل الاحتلال، بما في ذلك المعدات الثقيلة التي يمكن استخدامها لفتح الطرق أو رفع الأنقاض".
وأشار سالم إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع تكدس العائلات في الشوارع دون مأوى أو خدمات، في ظل غياب تام للتحرك الدولي والعربي لتقديم الدعم والإغاثة. "حتى الهواء بات ثقيلاً على الناس هنا؛ أصوات الطائرات الاستطلاعية لا تزال تحوم فوق الشمال، وكأن الحرب لم تنتهِ بعد. الناس يعيشون حالة من الخوف والجحيم المستمر"، وفقًا لما ذكره.
وفي ختام تصريحاته، وجه سالم رسالة استغاثة إلى المجتمع الدولي والعربي، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية وإدخال المعدات اللازمة لإصلاح البنية التحتية، وتهيئة مناطق الشمال للحياة مجددًا. "للأسف، التخاذل الدولي والعربي غير مسبوق، لكننا نأمل أن تأتي المرحلة الثانية من الاتفاقات بحلول جدية وإيجابية لأهل غزة، خاصة شمال القطاع".