قضايا في المواطنة
خاص| ما دور المؤسسات الفلسطينية في تعزيز التضامن الاجتماعي والتعافي بغزة؟
خاص - راية
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" في حلقة جديدة، الضوء على دور المؤسسات الفلسطينية في تعزيز التضامن الاجتماعي والتعافي في قطاع غزة.
الباحث السياسي والاجتماعي د. منصور أبو كريم تحدث عن تداعيات الحرب على البناء الاجتماعي والاقتصادي والسلم الاهلي، وانعكاسات ذلك على الوعي الوطني لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب أسس وخريطة للتعافي ما بعد العدوان.
وقال أبو كريم: "لا شك أن حرب الإبادة الجماعية التي فرضت على شعبنا الفلسطيني، خلفت واقعا اجتماعيا صعبا جدا، وأيضا تركت تداعيات اجتماعية كبيرة جدا على النسجيع الاجتماعي والوعي الوطني لدى الشباب ومعظم أفراد المجتمع؛ أثر التحديات التي انعكست بفعل استمرار الحرب التي واجه فيها المواطنون أشكال المعاناة كافة خصوصا في توفير الاحتياجات الاساسية والرعاية الصحية، ومع انتشار الامراض".
وأضاف أن هذه الحرب خلفت واقعا اجتماعيا واقتصاديا صعبا، وأثرت على الوعي الوطني، وتسببت بظهور نوع من الاغتراب لدى فئات كثيرة من المجتمع، ودفعت أعداد كبيرة بالآلاف لمغادرة الوطن، وغيرهم للتفكير في الهجرة سواء الفردية أو الجماعية".
ونوه د. أبو كريم إلى أنه خلال الحرب، غادر قطاع غزة، الآلاف من العائلات والشخصيات غالبيتهم من النخب، أطباء ومهندسون وأساتذة جامعات وغيرهم، هربا من الحرب والواقع الصعب الذي فرضته على السكان كافة.
وأوضح أن هذه التداعيات خلقت اغترابا اجتماعيا وسياسيا لدى المجتمع الفلسطيني، وأثرت على الانتماء الوطني حتى أن فكرة الخروج من القطاع والبحث عن ملاذ آمن والخلاص الفردي أو الجماعي باتت مسيطرة على الجميع.
واستطرد د. أبو كريم قائلا: "هذه الظروف التي فرضت أثرت على المجتمع امنيا واقتصاديا واجتماعيا، وخلقت واقعا صعبا جدا على المواطن الفلسطيني"، مبينا أن هذا جزء من طبيعة الحروب التي دائما ما تخلف كوارث اجتماعية واقتصادية وأمنية.
بدورها، تطرقت مديرة جمعية بنيان للتنمية المجتمعية إحسان عواد إلى الواقع الناتج عن الحرب فيما يتعلق بالبنية الاجتماعية، وإلغاء الفروق الطبقية إثر النزوح المتكرر وما نتج عنه من خلافات عائلية.
وقالت عواد إن الحرب أثرت للأسف على كل مناحي الحياة سواء الجانب النفسي أو الصحي أو غيره، حيث يحتاج المواطنون إلى سنوات من أجل التعافي من آثار العدوان.
وأوضحت أن الخدمات الصحية لم تكن متوفرة ولا حتى الأدوية، الامر الذي أثر بشكل كبير على جميع أفراد الأسرى.
وأضافت: "عانى مجتمعنا خلال الحرب وأيضا سيظل يعاني الفترة المقبلة، من قضية الخلافات الأسرية التي تفاقمت في ظل العدوان".
وبحسب عواد، أرغم المواطنون على العيش باعداد كبيرة في مساحات ضيقة وفي الخيام ومراكز الإيواء خلال الحرب، الأمر الذي أثر على العلاقات بينهن.
وبينت أن الخلافات خلال الحرب كانت تحدث بين أفراد العائلة بالقطاع على أبسط الأمور مثل توفير الأكل والمياه، الأمر الذي أثر على العلاقات الأسرية بالسلب.
وأكدت عواد أن هذه الآثار تحتاج إلى وقت من أجل التعافي، لكن الاهم ضمان عدم عودة الحرب والعدوان، لان هذا من شأنه أن يفاقم الازمة بشكل كبير جدا.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: