خاص| إسرائيل تصعّد بشأن الأسيرة أربيل يهود: هل تنهار الهدنة في غزة؟
تصاعدت وتيرة الجدل حول قضية الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود"، التي تحتجزها المقاومة الفلسطينية، في وقت يشهد ملف تبادل الأسرى توترات قد تؤثر على استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك وسط مطالب إسرائيلية بالإفراج عنها باعتبارها "مدنية"، بينما تؤكد المقاومة أنها "مجندة" تخضع لشروط التبادل العسكري.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، في حديث خاص لشبكة "رايــة" الإعلامية، إن الاهتمام الإسرائيلي المفرط بقضية أربيل يهود يعكس محاولة من الاحتلال للضغط على المقاومة لإتمام صفقة التبادل بشروطه الخاصة.
وأشار إلى أن الوسطاء يتحركون لضمان إدراجها ضمن الصفقات المتفق عليها، مرجحاً أن يتم الإفراج عنها ضمن دفعات مستقبلية، لكنه حذر من أن هذا الملف محفوف بالتعقيدات والمخاطر.
وأضاف الرقب أن الاحتلال يماطل في تنفيذ بنود الاتفاق، مستشهداً برفض حماس نشر أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم، وعددهم 26 محتجز، ومعتبره هو شرط أساسي للسماح بعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله.
وأوضح أن تأخير فتح الطرق المقررة مثل شارع الرشيد الساحلي، وشارع صلاح الدين للعربات، يعكس نية إسرائيلية للتهرب من التزاماتها، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق إذا استمر هذا السلوك.
مخاوف من تكرار سيناريو جنوب لبنان
وتابع الرقب أن هناك خشية جدية من تكرار سيناريو الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، حيث استخدمت إسرائيل الهدنة وقتها لاستعادة قوتها وتحقيق أهدافها، قبل أن تنقلب على الاتفاقيات لاحقاً.
وأكد أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يواجه ظروفاً إنسانية قاسية بسبب التعنت الإسرائيلي، ما يزيد من أهمية استمرار الضغط الدولي لضمان تنفيذ الاتفاق.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من المفاوضات حول الأسرى الأصعب والأكثر حساسية. ومع توقع وصول مبعوثين دوليين إلى المنطقة، تبقى الأنظار مركزة على قدرة الوسطاء على منع انهيار الهدنة.
وفي سياق متصل، أشار الرقب إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن ممارسة ضغوط على دول عربية، مثل الأردن ومصر، لاستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من غزة.
ووصف هذه المحاولات بأنها امتداد لمخططات تهجير سكان القطاع، التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي مضيفا أن هذا السيناريو مستبعد واعتبره ضربا من الخيال، نظراً لرفض الفلسطينيين والدول العربية له، رغم الضغوط الدولية المستمرة.