قصة الأسيرة "أربيل يهود"
النازحون يستعدون للعودة إلى شمال غزة ونتنياهو يضع شرطا
أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، أن إسرائيل لن تسمح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، "إلا بعد ترتيب إطلاق سراح الأسيرة أربيل يهود التي كان يُفترض الإفراج عنها اليوم".
جاء ذلك، بينما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن اكتمال الترتيبات لاستقبال آلاف النازحين الذين يستعدون للعودة إلى شمال القطاع في الساعات القادمة.
وبحسب الاتفاق، فقد كان على إسرائيل الانسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة، بما يتيح للنازحين العودة إلى الشمال مشيًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، وبالمركبات عبر شارع صلاح الدين. إلا أن مكتب نتنياهو أعلن في بيان مقتضب أنه لن يسمح بعودة النازحين "إلا بعد ترتيب إطلاق سراح الأسيرة أربيل يهود".
ولاحقا، قالت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي: "عودة الغزيين إلى شمالي غزة مشروطة بإشارة إلى أن أربيل يهود على قيد الحياة".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن تل أبيب ستطلب إثباتا أن أربيل يهود على قيد الحياة وسيفرج عنها الأسبوع المقبل.
في المقابل، قال مصدرٌ قياديٌ في حركة حماس، إن الحركة "أبلغت الوسطاء أن الأسيرة أربيل يهود على قيد الحياة، وسيتم الإفراج عنها يوم السبت القادم" وفقًا لما نقلت قناة الجزيرة.
وقال مسؤولٌ في في الجهاد الإسلامي للتلفزيون العربي، إن أربيل يهود أسيرة لدى سرايا القدس وسيتم الإفراج عنها بصفتها مجنَّدة وليست مدنيّة، كونها متدربة في برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي.
وأكد مصدر مسؤول في الجهاد الإسلامي، أن أربيل يهود عسكرية مدربة في برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي.
ونوّهت مصادر مطلعة، أن "اربيل يهود" هي آخر امرأة مدنية على قيد الحياة في الأسر بغزة، لهذا الجيش مهتم بخروجها أولاً كي لا يبقى نساء غير المجندات في غزة، في المقابل، المقاومة تريد خروج جميع الأسيرات، حيث 11 أسيرة؛ ولهذا ستسلمها في اليوم الذي يخرج فيه الأسيرات الـ 11.
وأكد القيادي في حماس محمود مرداوي للتلفزيون العربي، أن الحركة متلزمةٌ بالاتفاق بشكل تام "ولا نية لنا لتغيير أي بند من بنوده".
وتقول إسرائيل إن الأسيرة أربيل يهود هي أسيرةٌ "مدنية" وليست مجنَّدة، وكان يُفترض الإفراج عنها اليوم، وقد أثار موضوعها خلافًا بعدما أعلن "أبو عبيدة" يوم أمس أن المقاومة ستفرج عن 4 مجنَّدات، ولم يذكر بينهن اسم أربيل، وهذا عدَّته "إسرائيل" مخالفة لبنود الاتفاق، وقالت إنها تدرس الرد عليه.
وسلَّمت المقاومة بالفعل المجنّدات الأربعة المعلن عن أسمائهن، بينما تأخر تسليم "إسرائيل" لقائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهن مقابل المجنّدات الأربعة، قبل أن يتم نشر القائمة التي ضمت 200 أسيرًا، بواقع 50 أسيرًا مقابل كل مجنّدة حسب الاتفاق.
ويأتي إعلان مكتب نتنياهو في حين بدأت عائلات نازحة في وسط قطاع غزة وجنوبه بتفكيك خيامها والاستعداد للعودة إلى الشمال، وقد توافد نازحون إلى شارع الرشيد استعدادًا لانسحاب جيش الاحتلال والعودة إلى منازلهم.
تزامنًا مع ذلك، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن عودة النازحين ستبدأ يوم غد الأحد، مبينًا أن الكوادر الحكومية، وبمشاركة من الجهات المجتمعية "أعدَّت خطة لتنظيم عملية انتقال المواطنين، بدءًا من توفير عشرات الحافلات ووسائل النقل المجانية على الجانبين، مرورًا بنشر أفراد الأجهزة الأمنية لمسح طريق العودة وإزالة مخلفات الاحتلال وتقديم المساعدة للمواطنين العائدين".
وأضاف المكتب الإعلامي، أن الكوادر الحكومية والجهات المجتمعية أقامت النقاط الطبية على جانبي الطريق وتوفير سيارات الإسعاف لنقل المرضى وكبار السن، ونشرت الفرق الشبابية والمجتمعية التي ستوزع المياه والأغذية الخفيفة على أبناء شعبنا العائدين.
وأكد أنه تم تهيئة مواقع مراكز الإيواء وتسوية الأراضي المزمع عليها إنشاء المخيمات لإيواء المواطنين المهدمة بيوتهم، وقد أعدَّت قرابة 40 مخيمًا لهذا الغرض، "وتعمل جاهدة على مدار اللحظة لتوفير الاحتياجات اللوجستية والمعيشية لهذه المخيمات وفي مقدمتها الخيام".