العدوان على جنين: تصعيد عسكري وتهديد بتهجير السكان
ما تزال مدينة جنين ومخيمها في قلب عدوان إسرائيلي واسع النطاق، مع استمرار قوات الاحتلال بدفع تعزيزات عسكرية وجرافات إلى المنطقة، في تصعيد غير مسبوق يهدف إلى إخضاع المدينة التي طالما اعتبرت معقلًا للمقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، لشبكة " رايـــة" الإعلامية إن هذا العدوان يأتي ضمن خطة أعلن عنها مسبقًا مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لتعويض الفشل في الحرب الأخيرة على غزة، حيث البداية لتوسيع العدوان في الضفة الغربية يكون من جنين.
وأضاف خريشة إن الاحتلال يستهدف من هذا العدوان اجتثاث المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وتحديدًا في مخيم جنين.
وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي يروج أن هذه العملية قد تستمر لعدة أشهر، مع تصعيد تدريجي يمتد من جنين إلى بقية مخيمات ومدن شمال الضفة مثل طولكرم، طوباس، ونابلس، بهدف القضاء على البنية التحتية للمقاومة.
وأكد خريشة أن هذه العملية تحمل أبعادًا سياسية تهدف إلى تعزيز الاستيطان وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المصنفة "ج" وفق اتفاقيات أوسلو، في محاولة لتطبيق الرؤية الإسرائيلية التي تدعمها إدارة ترامب سابقًا، والتي تسعى إلى توسيع حدود الاحتلال على حساب الفلسطينيين.
وأوضح خريشة أن سياسة الاحتلال تهدف إلى تهجير السكان من منازلهم تحت ضغط القصف والتدمير، كما حدث مؤخرًا في مخيم جنين.
وأكد أن الاحتلال يسعى لجعل المخيم غير صالح للسكن، في خطوة تذكّر بسياسة التهجير التي تعرض لها الفلسطينيون في شمال قطاع غزة سابقًا.
وأشار خريشة إلى أن الاحتلال يستهدف كل شيء في جنين، من المدنيين إلى الطواقم الطبية والمستشفيات، لافتا إلى أن هذه العملية تمثل نسخة مصغرة مما حدث في غزة، حيث يُفرض حصار خانق على المخيم ويتوسع العدوان ليشمل المدينة بالكامل، مع تهديدات بمزيد من التدمير والاستيطان.
وفي ظل هذا التصعيد، شدد خريشة على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال وخططه التوسعية.
وقال: "مصيرنا واحد، والاحتلال لا يفرق بين مقاوم أو فرد في الأجهزة الأمنية، والجميع في دائرة الاستهداف".
وطالب بوقف الانقسام الفلسطيني والعمل على استعادة الوحدة الشعبية والسياسية لمواجهة الاحتلال بشكل موحد.
