تجربة فريدة في الضفة..
يطا: مزارع ينجح بإنتاج "الفراولة" متغلبا على مشاكل المناخ والتربة
لجأ المزارعين الشقيقين جمال وخالد أبو عليان من مدينة يطا جنوب الخليل، إلى زراعة التوت الأرضي "الفراولة" بعد منعهما من العمل داخل الخط الأخضر، ونجحا في زراعتها بصعوبة بعد التغلب على عدة معيقات.
وضمن فقرة "عمّرها" في برنامج أحلى صباح عبر شبكة رايـــة الإعلامية، برعاية صندوق الاستثمار الفلسطيني، تحدّث جمال أبو عليان عن تجربته في زراعة الفراولة ونجاحها، وذلك بعد إغلاق سوق العمل بالداخل.
وقال أبو عليان إنه يعمل في زراعة الفراولة بالداخل منذ 30 عاما، حيث تحوّلت إلى هواية لديه، ثم طوّر خبرته بهذه الزراعة، وقام بالعديد من التجارب منذ عام 2013 في مدينته يطا، ونجح في إنتاجها بكميات قليلة.
وأوضح أن زراعة التوت الأرضي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لنجاح زراعتها، إذ يحتاج كل دونم واحد من الفراولة إلى حوالي 1000 - 1100 كوب من المياه في الموسم الواحد، وهي غير متوفرة في يطا.
وأشار أبو عليان أن توقف عمله داخل الخط الأخضر دفعه للتوجه نحو زراعة الفراولة في أرض شقيقه خالد بمدينة يطا، بعد أن تغلّب على العائق الوحيد هو "المياه"، حيث قام بشراء المياه بكميات كبيرة وتخزينها في بئر خاص.
ووفق المزارع أبو عليان، فقد تغلّب أيضا على مشكلة "المناخ" والتربة من أجل نجاح زراعة الفراولة في يطا، حيث تحتاج إلى مناخ رطب وتربة رملية، وقال: "شتلة التوت الأرضي حساسة أشبه بالطفل وتحتاج لعناية فائقة".
وأكد أنه تغلّب على كل الظروف والمعوقات التي واجهته في هذه التجربة الزراعية الفريدة بالضفة الغربية، وذلك بالإرادة والمثابرة وخبرته المتراكمة على مدار 30 عاما في العمل الزراعي وخاصة زراعة التوت الأرضي.
وشدد أبو عليان على أن توقف أعمالهم داخل الخط الأخضر؛ دفعه وشقيقه وأبنائهم للتوجه نحو الاستثمار في أرضهم، من أجل توفير فرص دخل وألا يبقوا عاطلين على العمل بعد حوالي عام ونصف من التوقف بسبب الحرب.
وأكد أنه قادر على زراعة 100 - 200 دونم من الفراولة، بحيث توفّر فرص دخل للعديد من المواطنين، ولكن هناك أيضا صعوبات وتحديات كبيرة تواجه تطوير المشروع بهذا الحجم الكبير، أهمها تحدي توفير المياه.
وبيّن أبو عليان أن الفراولة التي قام بانتاجها في يطا تمتاز بجودة عالية لها مذاق حلو مميز، وهو ما أدى إلى الإقبال الشديد عليها من قبل المواطنين والمحال التجارية، ولكن الكميات الحالية قليلة لا تكفي لتغطية السوق.