د. رجا الخالدي.. يتحمّل مسؤولية الحفاظ على إرث عائلي تاريخي بالقدس
ولد الدكتور رجا الخالدي في نيويورك الأمريكية ودرس المرحلتين الأساسية والثانوية في العاصمة اللبنانية بيروت، ونال درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة أكسفورد البريطانية، ونال درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية من جامعة لندن.
تقلّد الخالدي العديد من الوظائف والمناصب، منها بمنظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة، وعمل كباحث اقتصادي في جنيف السويسرية، كما عمل في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة، وعمل منسقا لبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني.
د. رجا الخالدي مدير عام معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية - ماس يتحدّث لبرنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، عن مسيرته العلمية والعملية، وعن نظرته لمجريات الأمور وخاصة الوضع الاقتصادي.
ويرى الخالدي أن الحرب بدأت بإبادة المكان والبشر ثم انتقلت لإبادة الصحة ثم التعليم ثم إبادة المجتمع، وبالتالي تشكلت مفاهيم جديدة للاقتصاد، حيث تم تدمير الحياة الاقتصادية بنسبة 70%، معتبرا "أننا نجونا من هذه الإبادة".
وتابع: "لا يمكن استخدام مصطلح انتصار لأنه أمام هذه الإبادة ليس هناك انتصار ولكن هناك بقاء، ونجحنا بالبقاء، وهذا يسجل للشعب الفلسطيني".
وقال الخالدي إن "الإرث العائلي في مدينة القدس" هو أحد أهم أسباب ترك عمله في الأمم المتحدة والعمل والحياة خارج فلسطين، بحيث فور عودته إلي فلسطين بدأ التغيير في إدارة وتولي وقف عائلة الخالدي بالمدينة المقدسة.
وتحدّث عن مكتبة الخالدي التاريخية، مشيرا إلى أنها تأسست في مدينة القدس عام 1900 وهي ضمن الوقف الذري الخاص بالعائلة ولكنها تخدم عموم الناس، إذ كانت تستقبل العلماء كما نالت جائزة تكريم الإبداع الثقافي.
وأكد أن عائلة الخالدي تعتبر نموذجا في الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري بالقدس وحمايته من التهويد الإسرائيلي، لافتا إلى أن الاحتلال حاول مرارا الاستيلاء على الأملاك الوقفية في البلدة القديمة ولم يتمكن من ذلك.
وعن طفولته، اعتبر الخالدي أنه يعتبر واحد من عينات "الشتات الفلسطيني"، إذ ولد في نيويورك ثم انتقل إلى لبنان للعيش هناك مع والدته بعد وفاة والده، حيث فضّلت الوالدة أن تربي أبنائها في محيط ومجتمع عربي.
وفي عام 1974 تمكن الخالدي من زيارة فلسطين لأول مرة وتجول في مدنها، وظل مرتبطا بها من خلال هذه الزيارة، ثم عاد مجددا بزيارة ثانية عام 1984 من أجل إجراء بحث اقتصادي ضمن تخصصه الذي درسه.
ولفت إلى أنه قرر العودة إلى فلسطين والاستقرار فيها عام 1985 ولكن تعطلت خطته بسبب المنع الإسرائيلي من دخول البلاد، إلى أن تمكن من الاستقرار فعليا قبل 10 سنوات بعد تقاعده من الأمم المتحدة.
وتطرّق الباحث والمستشار في الاقتصاد للحديث عن الأوضاع الاقتصادية في فلسطين، كما وجّه رسالة في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد، داعيا لسرعة التوافق والعمل على الوحدة الفلسطينية سياسيا وجغرافياً واقتصاديا.