بين فرحة الهدوء وألم الفقدان
صحافية ترصد لراية مشاهد اليوم الأول لوقف إطلاق النار في غزة
بعد 15 شهرًا من الدمار والدماء، يشهد قطاع غزة يومه الأول من وقف إطلاق النار وسط خليط من المشاعر المتضاربة.
عودة النازحين إلى مناطقهم، وغياب الطائرات الحربية، والصمت الذي خيّم على الأجواء يخلق أجواء غير مألوفة بالنسبة لسكان اعتادوا على القصف والمجازر.
الصحافية هداية حسنين رصدت مشاهدات اليوم الأول من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث شهدت المناطق عودة للنازحين في جنوب وشمال القطاع، مع هدوء وغياب للطائرات الحربية والقصف المدفعي في أجواء اعتاد عليها المواطنين على مدار 15 شهرا.
وقالت حسنين لـ"رايــة" إنه رغم انتهاء شلال الدم إلا أنه هناك خليط من مشاعر الفرح والحزن، بوجود إرادة حقيقة لدى المواطنين للحياة، حيث جابت الشوارع مسيرات وتركزت في مناطق الدمار وخيام النازحين.
وأضافت إن الكثير من المواطنين ما زالوا غير قادرين على استيعاب أن الحرب قد انتهت والهدوء بدأ يعود للمناطق، مضيفا أن الأمل موجود باستمرار الهدوء وعدم العودة لدائرة القصف والمجازر والفقد من جديد.
وأشارت حسنين إلى أن هناك الكثير من الجروح والأحزان مؤجلة مع الفرح الخجول بانتهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، العديد من المواطنين من فقدوا ذويهم استيقظوا من هول الصدمة وبدأوا يشعرون بفقدان أحبائهم وتفتحهم جروهم أكثر.
ونوهت أن عدد كبير المواطنين مازالوا مفقودين وآخرين تحت الركام بالإضافة إلى الأسرى في سجون الاحتلال، ومشاهد الدمار الكبير في مناطق واسعة في قطاع غزة، حيث شكلت هذه الأمور صدمات كبيرة من هول المشاهد.
وأكدت أنه بعد أسبوع ومع بدء عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شمالها مشيا على الأقدام، ستكون هناك قصص وجروح كثيرة سوف تظهر وتسمع معاناة المواطنين للوصول إلى مناطق مدمرة وأحباء تم فقدانهم.
وتابعت إنه مع انتهاء الحرب، تظل آثارها شاهدة على حجم المأساة التي عاشها قطاع غزة. أعداد كبيرة من الشهداء، بينهم أطفال ونساء، ترسم صورة موجعة لخسائر بشرية تفوق الوصف.
وعلى الرغم من كل هذا الألم، يتمسك أهالي غزة بأمل أن يكون هذا الهدوء بداية لسلام دائم ينهي دورة الموت والمعاناة.