المصري لراية: يجب ألا نتحدث عن انتصار في ظل سقوط 200 ألف ضحية بغزة

أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، مساء الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية، مصرية، وأمريكية.

وردا على سؤال حول اعتبار أن إعلان الاتفاق هو تتويج لنصر المقاومة، قال مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري، إنه علينا أن نتواضع ولا نتحدث عن انتصار في ظل وجود 200 ألف شهيد وجريح ومفقود.

وأضاف المصري في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أننا يمكن أن نتحدث بثقة عن صمود أسطوري وشجاعة منقطعة النظير، وأن إسرائيل لم تستطع تحقيق الكثير من أهدافها، ولا يمكن تجاهل أنها حوّلت غزة لمنطقة غير قابلة للحياة.

واعتبر أن تدمير قطاع غزة هو ثمن كبير جدا، ولكن يمكن القول بأن الاتفاق في غزة أثبت أن هناك حدودا للقوة، وأن حكومة نتنياهو التي تحدثت عن النصر المطلق وتغيير الشرق الأوسط والتهجير لم تستطع أن تحققها.

وتابع: "جزء من مشكلة حكومة الاحتلال أنها وضعت أهدافا غير قابلة للتحقيق، ولم تحققها كاملة، ولكن علينا أن نتذكر بأن الحرب يمكن ألا تكون قد وضعت أوزارها، ويمكن أن يحاول الاحتلال تحقيق ما لم يحققه حتى الآن".

وبيّن المصري أن الاحتلال يمكن أن يستأنف الحرب بأشكال أخرى بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، ويمكن استغلال المساعدات وإعادة الإعمار لفرض الشروط السياسية، لأنه سيتم الآن التفاوض على من سيحكم غزة.

وقال: "الصراع لم ينتهِ والحرب بأشكال أخرى لم تنتهِ بعد، والحكم النهائي يجب أن ينتظر لما بعد اتمام الاتفاق أو خرقه، ولكن لا شك أن هناك صمود أسطوري وبطولة فائقة وخسائر كبيرة وقعت في إسرائيل".

يجب عدم المبالغة بما حدث

وأكد أن هناك الكثير مما حققه الشعب الفلسطيني والمقاومة، ولكن لا يجب ان نتجاهل أن هناك 200 ألف بين شهيد وجريح ومفقود؛ أي ما يشكل 10% من سكان قطاع غزة، وهذا رقم كبير وليس سهلا".

وحول التوقيع على اتفاق كان مطروحا منذ مايو/ آيار الماضي، قال المصري إنه منذ هذا التوقيت حتى الآن سقط أكثر من 16 ألف شهيد، فضلا عن التدمير الواسع بغزة، كما وقع أعداد كبيرة من الجرحى في جيش الاحتلال.

وذكر أن إسرائيل لم تحقق أهدافها، وأيضا المقاومة لم تحقق أهدافها، حيث أن التفاوض كان على عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل الحرب، ولم يحرر القطاع ولم يتم وقف الاستيطان ووقف الاعتداءات على الأقصى أو تبييض السجون كما كنا نأمل.

ودعا إلى عدم المبالغة في الاتجاهين، ففي حدود الإمكانيات المتاحة؛ فإن ما حدث هو شيء عظيم وصمود عظيم، ولكن حتى نقدم التقييم الصحيح؛ لا يجب أن نتجاهل الثمن الغالي الذي دفعه شعبنا الفلسطيني.

الخرق الإسرائيلي وارد ومحتمل جدا

وأشار المصري في حديثه لـ "رايـــة" إلى أن الخرق الإسرائيلي للاتفاق هو أمر وارد ومحتمل جدا، على الرغم من أن هناك إشراف أمريكي وعربي دولي، على غرار ما حدث في لبنان حيث أن إسرائيل تخرق الاتفاق كل يوم هناك.

وأوضح أن الضمان الحقيقي للاتفاق هو "أن تكون قادر على الردع والرد على الخرق بالخرق" وليس ضمانات أمريكية، حيث نعلم أن أمريكا منحازة لإسرائيل بشكل كامل، سواء في عهد بايدن أو في عهد ترامب.