الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:14 AM
الظهر 11:46 AM
العصر 2:34 PM
المغرب 4:59 PM
العشاء 6:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

فرق الدبكة الغزية: أقدام تهزّ ما تبقى من أرض القطاع

فرق الدبكة الغزية: أقدام تهزّ ما تبقى من أرض القطاع

بثينة حمدان ــ رام الله

بعد مرور عام وثلاثة أشهر على حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، شهدت مدارس النازحين والخيام العديد من المبادرات التي أطلقتها فرق الدبكة الفلسطينية، وضجت الخيام بالأغاني الشعبية، واهتزت الأرض بخطوات الدبكة.
في هذا السياق، يقول مدير فرقة فرسان للفنون الشعبية، بشار البلبيسي، إن الفرقة عملت على تدريب 100 طفل خلال خمسة أشهر على الدبكة الفلسطينية: "أطلقنا أطول سطر دبكة بين خيام النازحين. هناك أطفال استطاعوا توفير بعض الأثواب التقليدية، وحاولنا توحيد اللباس باللون الأسود من المتوفر، وذلك برفقة أعضاء من فرقة فرسان".
يوضح بلبيسي: "كان لدينا خوف من استئناف نشاطنا بسبب حجم الدمار من حولنا، لكننا بعد مرور ثلاثة أشهر من الحرب، بدأنا تدريب مجموعة من الأطفال على الدبكة في رفح، فمع تكرار الحروب على القطاع، استخدمنا الفن وسيلة للدعم النفسي، ووجدنا أننا أيضاً بحاجة إلى هذا التفاعل، حاولنا رفع وعي الأطفال بأثر حرب الإبادة وأهمية ما نفعله لنحافظ على وجودنا وموروثنا، خاصة بعد قصف كل المباني الأثرية وتراثنا المادي".
هكذا تحولت الفكرة إلى التنفيذ: "لدينا حالياً ست مجموعات في كل مكان يوجد فيه عضو أو أكثر من الفرقة. أحياناً نحصل على تمويل، لكن الغالب على عملنا هو التطوع". وحول أثر هذه النشاطات يوضح: "إذا توقفنا ليوم وتغيبنا، يتصل بنا الأهالي والأطفال. ينتظر الأطفال تدريب الثلاثاء بفارغ الصبر".
بدوره، يحدثنا مدير فرقة العنقاء للفنون الشعبية محمد عبيد عن نشاطه تحت الحرب، بين تنظيم بعض النشاطات لتعزيز صمود النازحين، وبين انغماسه مثل كثيرين بالعمل الإغاثي: "منذ بداية الحرب، أحاول دوماً الاطمئنان على أعضاء الفرق التي أدربها، خاصة الأطفال. أكثر ما يحزنني أنني لا أستطيع أن أقول لإحداهن إن رفيقتها في فرقة البراعم تحت الركام. ومع ذلك، كنت أزورهم وأذكرهم ببعض حركات الدبكة".
قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية عدداً من العروض التراثية. يقول مدير الفرقة محمد عوض: "قدمنا عروضاً في مختلف الفعاليات الوطنية بهدف إحياء التراث الفلسطيني وتعزيز الهوية الثقافية. في هذه الحرب، نفذنا أنشطة ترفيهية للأطفال في مخيمات النزوح للمساعدة على تخفيف آثار صدمة الحرب والآلام النفسية الناتجة عنها. تشمل هذه الأنشطة ورشاً فنية، وألعاباً شعبية، وعروضاً مسرحية، ما يساهم في إعادة البهجة للأطفال في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها".
فقدت فرق الدبكة الفلسطينية في القطاع العشرات، ويصعب إحصاؤهم والوصول إليهم، بسبب تعقيدات التواصل بينهم، وأصيب كثيرون. ها هو مدير فرقة فلسطين المركزية ضياء أبو القرايا، يرسل لنا صوراً للفرقة، وقد رسم دائرة على ثلاثة من أعضائها، أمسوا شهداءً، إلى جانب إصابة 11 عضواً بين إصابات متوسطة وخطيرة.
ومن بين الجرحى، الفنان كمال أبو عوكل (مدير ومؤسس فرقة شعاع المجد)، وأصيب ابنه مصطفى وهو عضو في الفرقة، في رأسه، ما أثر بحركة جسده وأطرافه، ويحتاج إلى عمليات عدة لا يمكن إجراؤها في القطاع. ومن فرقة ظلال، أصيب محمد جواد طافش (41 عاماً)، ما أدى إلى بتر أحد أطرافه، وهذا يعني أن هناك أعضاء لا يستطيعون أن يدبكوا مرة أخرى بسبب إصابتهم.
يحدثنا محمد عوض عن إصابة وليد زكي عطية (عضو إداري ومسؤول المالية في الفرقة الوطنية للفنون الشعبية) أثناء الاجتياح البري بكسر في القدم اليسرى وتهتك في الأوتار الرئيسية، وما زال يتلقى العلاج الطبي، لكنه يواصل دعم الفرقة إدارياً رغم إصابته. أما مهند المغربي (مدرب الفنون الاستعراضية)، فهو جريح يعاني من إصابات بالغة، تشمل رضوضاً في الرأس، وكسراً في الضلوع، وأصيب إسلام الخواص (راقص ومصور)، ما أدى إلى تمزق في الأمعاء، وإصابات بالقرب من العمود الفقري، ومع ذلك يواصل توثيق اللحظات الثقافية بكاميراته. يقول عوض إن "أعضاء الفرقة فقدوا أيضاً منازلهم، وتهدّم منزلي جزئياً جرّاء قصف الاحتلال الإسرائيلي". يتابع: "فقد أحمد مصران (ضابط الإيقاع في الفرقة) منزله، واستشهد اثنان من أبنائه في الحرب. وياسين الملاحي (المطرب ونائب مدير الفرقة) فقد منزله أيضاً، وتعرض منزل شادي هارون الكرنب (عضو إداري في الفرقة) للهدم، واضطر محمد السيلاوي (مدرب وراقص) إلى مغادرة غزة مع عائلته إلى مصر بعد فقدانه منزله، وقصف وتهدم بيت محمد المدلل مطرب الفرقة، وهو الآن يعيش نازحاً. وتعرضت منازل أعضاء سبعة آخرين من الفرقة للتدمير، ما زاد من معاناتهم وعائلاتهم في ظل الظروف القاسية"، مؤكداً أنهم جميعاً يواصلون دعم الفرقة.
إضافة إلى الشهداء والجرحى، خسرت فرق الدبكة مقراتها وأزياءها التراثية وأرشيفها المرئي وشهادات مشاركاتها المحلية والدولية، ومنها أرشيف يصل عمره إلى أكثر من أربعين عاماً. يؤكد كمال عوكل أن فرقة شعاع المجد فقدت أزياءها المتمثلة بعشرين طقماً، وكل طقم منها يضم 12 زياً، بخلاف أزياء الأطفال والزهرات وإكسسواراتها من كوفيات وأحزمة ولوّاحات باللونين الأبيض والأسود وأحذية، إضافة إلى أجهزة الصوت، وحواسيب، وأرشيف الفرقة المرئي منذ تأسيسها قبل 42 عاماً.
بدوره، يشير محمد عوض إلى خسائر الفرقة الوطنية: "هناك خسائر لوجستية، منها فقدان مكتب الفرقة، وضياع الأرشيف الذي يحتوي على توثيق مشاركات الفرقة الدولية والعربية والمحلية، وفقدان شهادات التقدير التي تُبرز تاريخنا وإنجازاتنا، وفقدان أثاث المكتب المستخدم في إدارة أعمال الفرقة".

يضيف: "وهناك خسائر متعلقة بالأزياء والأدوات، منها عشرون زياً تراثياً متنوعاً تعكس الهوية الفلسطينية، وعشرون حذاءً طويلاً مخصّصاً للدبكة الشعبية، وفقدان الخزانات المستخدمة لحفظ الأزياء والمعدات، وفقدان أدوات موسيقية، تشمل جهاز أورغ، وطبلتين، وبنيدر، ورقاً، وعودين، ووصلات كهربائية، وفقدان السماعات الصوتية المستخدمة في التدريبات والعروض، إذ احترقت أثناء القصف".

Loading...