ظروف معيشية قاسية
خاص | معاناة مضاعفة للنساء الحوامل في زمن الحرب على غزة
غزة - راية - أروى عاشور:
أيام الحرب في غزة ما زالت مستمرة، وشهور تمضي بلا أدنى مقومات الحياة الأساسية، وقطاع صحي يتدهور يوما بعد يوم، وأمراض جلدية وتنفسية تنهش أجساد الأطفال والنساء وضعيفي المناعة.
تسلط شبكة رايـــة الإعلامية الضوء في هذا التقرير على أوضاع النساء الحوامل في ظل الحرب ونقص الإمكانيات الطبية والصحية، ومعاناة مقدمي الرعاية والمياه والصرف الصحي والنظافة.
ففي إحدى المراكز الصحية في مدينة غزة، تسرد السيدة أمل حماد "35 عاما"، معاناتها خلال فترة الحمل وتقول" أعاني كثيرا من قلة الغذاء والمياه، فالغذاء المتوفر عبارة عن معلبات وبقوليات، فيما لا تتوفر المياه النظيفة للطهي والشرب".
وتضيف حماد لـ "رايـــة" إنها تحاول المحافظة على نظافة مرافق الصرف الصحي في المنزل ومكان النزوح بشكل أساسي، خوفا من انتقال الأمراض الجلدية وغيرها بسبب الاكتظاظ الكبير في أماكن النزوح.
وتشير إلى أنها تعمل على تعقيم المياه التي تستخدمها للطهي عن طريق الغلي لعدة دقائق، فيما تحاول توفير المعقمات أو مادة الكلور لتعقيم المياه المستخدمة لتنظيف المرافق الصحية، إضافة إلى حرصها الشديد على شراء مياه من أماكن مضمونة.
وتواجه حماد تحديات خاصة بالنظافة وذلك بسبب ظروف المعيشة الصعبة في أماكن النزوح، حيث أن الاكتظاظ الكبير وعدم وجود "حمام خاص للسيدات" يؤثر بشكل سلبي وكبير على مقومات النظافة والاهتمام بالصحة.
وتتحدّث حماد عن مشاكل صحية واجهتها في فترة الحمل، وتقول إن مرض جلدي أصابها في الأشهر الأولى من الحمل أدى إلى حكة شديدة واحمرار بسبب استخدام مرافق صحية مشتركة وندرة أدوات النظافة مثل الصابون والشامبو وغيرها.
وفي حين أن جيش الاحتلال دمر معظم العيادات الصحية في قطاع غزة، وأخرج الكثير منها عن الخدمة، تعاني فئة النساء والحوامل من صعوبة الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية خاصة في ظل النزوح المستمر من مكان لأخر.
تشاطرها الرأي السيدة نسرين الخطيب، "29 عاما"، التي عانت من عدم وجود خدمات رعاية صحية لطفلها الذي لم يتجاوز عمره العام، حيث أصيب بالجفاف وضعف المناعة نظرا لكون حملها جاء في ظروف معيشية صعبة لم يتوفر خلالها أقل المقومات الحياتية.
وتقول الخطيب لـ "رايـــة" إنها لم تتلقى أي دعم غذائي يكفي عائلتها منذ بداية الحرب، حيث تواجه تحديات جمة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة"، مضيفة إنها واجهت مشكلات صحية كثيرة كان من ضمنها أمراض جلدية وتنفسية نتيجة الغازات المنبعثة عن انفجار الصواريخ والقنابل.
وتعاني الخطيب حالها كحال كافة النساء في قطاع غزة من التوتر والقلق المستمر سواء على أطفالها أو عائلتها بسبب القصف والإبادة المستمرة، لكنها تحاول بكافة جهدها أن تنشر التفاؤل بين أقرانها، على حد قولها.
وتأمل الخطيب أن تنتهي الحرب على غزة في أسرع وقت ممكن، لتتمكن من الذهاب إلى مراكز الدعم النفسي، وتفرّغ الطاقة السلبية والمعاناة التي عايشتها برفقة عائلتها طوال أشهر الحرب.
من جهتها، تكشف الحكيمة سماح المدهون "50 عاما" عن أبرز المعيقات والتحديات التي تواجه مقدمي الرعاية الصحية في قطاع غزة، خصوصا خلال الحرب، وتقول لــ"رايـــة" إن نقص الامدادات والكوادر الطبية يؤثر بشكل كبير على أداء المنظومة الصحية.
وتتابع المدهون إنه على الرغم من النقص الشديد في الأدوات الطبية والمعقمات إلا أن الطواقم تحاول جاهدة تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين على أكمل وجه، إضافة إلى إتباع ممارسات النظافة الصحية في مكان العمل سواء كان مركز أو خيمة أو غيرها.
وتكمل إن مقدمو الرعاية يعملون على التخلص الصحي من النفايات الطبية على الرغم من عدم وجود شركات أو أماكن مخصصة لهذه النفايات بفعل الحرب، حيث عملت في بعض الأوقات على حرق النفايات الطبية في أماكن بعيدة عن السكان.
وتعاني المنظومة الصحية من نزيف حاد في الكوادر الرئيسية بسبب النزوح القسري من شمال القطاع إلى جنوبه، إضافة إلى استشهاد أكثر من 830 طبيبا وممرضا وعاملا في القطاع الطبي، عدا عن اعتقال أكثر من 310 آخرين في سجون الاحتلال.