خاص | حسابات سياسية وأمنية تدفع اسرائيل للموافقة على الصفقة
قال الكاتب والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي نجيب مفارجة، إن كل التسريبات التي تبعث على التفاؤل فيما يتعلق بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى هي من "مصادر إسرائيلية"، لافتا إلى أن جزء منها يحمل بعض التناقض.
وأوضح مفارجة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أنه بغض النظر عن الاختلافات في التسريبات؛ إلا أنه بات واضحا بأننا بتنا على مقربة كبيرة من صياغة اتفاق معيّن، وهو ما يوحيه الجو العام المتعلق بمباحثات الوضع بغزة.
وتابع: "الوفد الإسرائيلي طار مرارا وتكرارا إلى الدوحة، إضافة لتواجد الوفود التركية المساندة في الحوار، فضلا عن تواجد وفود من الإدارتين الأمريكيتين (بايدن وترامب) إضافة إلى الوفود الفلسطينية المشاركة بالمفاوضات".
وأشار إلى أنه قد يكون هناك التقاء للمصالح لجميع الأطراف، في مقدمتها في إسرائيل التي بدأت تحسب حسابات الربح والخسارة، وأدركت أن حسابات الربح في هذه المرحلة جراء الذهاب إلى اتفاق ستكون أكبر من الخسارة.
وأكد مفارجة أن حماس تسعى إلى صياغة اتفاق معيّن "يحقن الدم الفلسطيني" ويوقف هذه الحرب على شعبنا، مشيرا إلى أن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى تليين بعض المواقف لدى إسرائيل أو حماس والمقاومة عامة.
وأردف: "طال أمد الحرب لدى إسرائيل وبدأت تدفع الفاتورة وخاصة الفاتورة الأمنية للأمن الشخصي لسكانها، خصوصا بعد الاتفاق مع حزب الله اللبناني، إضافة إلى تدهور الاقتصاد، وغليان الشارع الإسرائيلي الذي يريد الأسرى".
ولفت مفارجة إلى أن هناك ضغطا من المعارضة الإسرائيلية على الحكومة واستغلالها للضغط والخلافات الداخلية، وتعالي الأصوات المعارضة داخل الحكومة والكنيست، إضافة إلى عدم الاتفاق على رؤية واضحة بشأن غزة.
وشدد على أن هناك أيضا ضغوط دولية في مقدمتها الضغوط الأمريكية التي تبحث عن مصالحها، مشيرا إلى أن نتنياهو بات يدرك أن المصلحة الشخصية والسياسية والحزبية تكمن في إنهاء الحرب في هذه الفترة.
وقال مفارجة إن إسرائيل تريد صفقة جزئية تخفف من خلالها الاحتقان في الشارع الإسرائيلي، وبعدها سيكون لديها حسابات قد يكون فيها العودة إلى الحرب، بينما تصر حماس على صفقة شاملة.
