خاص| لماذا يروج الاحتلال لاستعادة حماس قدراتها وسط قطاع غزة؟

خاص - راية

يروج الاحتلال الإسرائيلي عبر إعلامه، خلال الأيام الماضية، لاستعادة حركة حماس، قدراتها في مناطق عديدة بقطاع غزة، بالتوازي مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.

صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية نقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن "حماس استعادت فجأة جزءا من قدراتها وقضت على جهات إجرامية كانت تسرق القوافل، حيث هاجمت لصوصا استولوا على مساعدات أمام أعين جنود إسرائيليين دون تدخلهم".

وبحسب المسؤولين الغربيين، حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها في إدارة الأوضاع بمناطق في قطاع غزة خصوصا في وسط القطاع كالمواصي والنصيرات.

الكاتب والمحلل السياسي د. إياد القرا قال لـ"رايــة" إنه تم تداول هكذا تقارير طوال الفترة الماضية، في ظل فشل الاحتلال في تحقيق أهداف عدوانه على غزة، لا سيما القضاء على حركة "حماس".

ونبه القرا إلى أنه "قد يكون جزء من التقرير، تحريض على غزة، باعتبار الحرب لا تزال مستمرة وأهدافها قائمة خصوصا القضاء على حماس".

ولم يستبعد أن يقوم الاحتلال بترويج هكذا تقارير، في إطار تبريره للحرب الوحشية والدموية المتواصلة على غزة، حيث يريد القول إنه "مستمر للقضاء على حماس، لذا ينتقل من منطقة إلى آخرى".

وأوضح أن الاحتلال يتحدث عن استعادة حماس لقدراتها في المنطقة الوسطى مثل الزوايدة والنصيرات والمواصي، حيث لطالما ادعى أنها "إنسانية آمنة".

ويرى أنه "الواقع أثبت صعوبة القضاء على حماس لأسباب عديدة، أبرزها له علاقة ببنيان الحركة وحضورها في الشارع الفلسطيني الذي قد لا يتفق معها لكنه مع المقاومة وضد الاحتلال".

وأضاف أن حماس قادت غزة طوال 17 سنة ولديها القدرة على التأقلم وإدارة العمل الحكومي، وتتعامل بقوة مدعومة بموقف وطني، مع محاولات الاحتلال لإيجاد أجسام بديلة كالعصابات.

وتابع القرا أن حكومة الاحتلال تدرك صعوبة القضاء على حماس، لكنها لا تريد الحركة والسلطة في ما يسمى "اليوم التالي بغزة" بل عصابات على مزاج الجيش الإسرائيلي، لكنه تم إفشال ذلك حتى الآن.

وبحسب القرا، حماس لا تريد الحكم في قطاع غزة وتنازلت عن القضايا الإدارية خلال السنوات الماضية، ومسألة اليوم التالي هي شأن فلسطيني لا دخل للاحتلال فيه"، مشددا على أن الأولوية الآن لوقف الحرب أما "اليوم التالي" شأن داخل يمكن التوافق عليه.