قضايا في المواطنة..
خاص| ما تداعيات العدوان الإسرائيلي على الهوية الوطنية الجمعية؟
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" في حلقة جديدة، الضوء على تداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطين على الهوية الوطنية الجمعية.
الأمين العام السابق لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينين نافذ الرفاعي قال إنه "بلا شك، الاحتلال يسعى إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني سواء طائفيا أو مذهبيا أو جهويا".
ويرى الرفاعي أن أن الاحتلال فشل في تفتيت المجتمع الفلسطيني طائفيا كونه متماسك من هذه الناحية، وأيضا لم ينجح في ذلك مذهبيا في ظل التفاهم بين المسيحيين والمسلمين في البلاد.
واستدرك قائلا:: "لكنه ذهب إلى تفتيته حسب المناطقية بعدما جرب ما سبق وفشل، وذلك عبر محاولة إعادة سلطة القبيلة والعشيرين والتمسك بانتماءات صغيرة".
وبحسب الرفاعي، الاحتلال نجح في ذلك بعض الشيء، لكن ما زال الفلسطيني يتمسك بهويته الفلسطينية، رغم المحاولات لخلق عدم تجانس بين السكان عبر منحهم صفات مختلفة، مثل سكان الضفة الغربية، العائدون والمقيمون، وفلسطينيو الأردن وفلسطينيو سوريا وفلسطينيو أوروبا وفلسطينيو أمريكا الجنوبية.
وذكر أن هذه التقسيمات لم تصل إلى درجة الصراع في مجتمعنا الفلسطيني، لكن الاحتلال يحاول خلق بصمات لكل تقسيم للوصول إلى حدود الصراع.
وشدد على أن الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان يوحده قضيته وانتماءه والثقافة والوعي، مشيرا إلى أن الاحتلال أكبر موحد للفلسطيني في مواجهة هذه الحرب العاتية المستمرة منذ عام 1948 وحتى الآن.
بدوره، تطرق الكاتب والباحث الاجتماعي د. منصور أبو كريم إلى أثر الانقسام الفلسطيني على المجتمع الفلسطيني بالضفة وغزة والقدس، وأيضا تراجع الهوية الوطنية الجامعية لصالح الانتماءات المناطقية.
وقال أبو كريم إن إن الاحتلال عبر المناطق التي ابتعها، حاول جعل لكل منطقة جغرافية أولوياتها، موضحا أن الاحتلال نجح في جعل أولويات مناطق تختلف عن أخرى، عبر عزل وحصار غزة خلال سنوات الانقسام، بالتوازي مع الاستيطان والتوسع بالضفة، ومحاصرة الداخل الفلسطيني بالقتل والجريمة والمخدرات.
وذكر أن الاحتلال عمل على خلق نوع من القضايا الثانوية والفرعية، وأيضا ثقافات فرعية منشغلة بقضايا أخرى جزئية، مستطردا: "لذلك ظهرت بعض الحركات في الداخل الفلسطيني مثل منصور عباس، تطالب بالمواطنة المدنية المنقوصة بعيدا عن الانتماء الوطني بالإضافة إلى ظهور الاغتراب الوطني لدى الكثير من الشباب والابتعاد عن القضايا الوطنية".
وأكد أن الانقسام والاحتلال ساعدا في خلق هذه الثقافات الجزئية والفرعية، منوها بأن الثقافات الفرعية أمر طبيعي حينما يكون هناك تعددية حزبية أو عرقية لكن في الحالة الفلسطينية الاحتلال عمل على تجزئة الهوية الفلسطينية وخلق هويات فرعية منشغلة بقضايا فرعية، سواء عبر الاستيطان والحواجز بالضفة او الحصار والحروب المتكررة في غزة أو مواجهة الجريمة والعنف بالداخل الفلسطيني.
وأضاف أن الاحتلال حاول من خلال سياساته تفتيت الهوية الجامعة للشعب الفلسطيني وخلق هويات جزئية فرعية، تكون بديلة عن الهوية السياسية للشعب الفلسطيني.
واستدرك أبو كريم قائلا: "لكن هذه الهويات الفرعية دائما لم تستطع التغلب على الهوية الجامعة للشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة أو القدس والداخل الفلسطيني".
واستعرض ما حدث في (هبة القدس) عام 2021، حينما ضرب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والداخل، نظرية الاحتلال في مقتل، حيث اتحد الجميع على قلب رجل واحد لإيصال رسالة للاحتلال بأن هناك شعب ما زال يرزح تحت الاحتلال، رغم الإجراءات الإسرائيلية التي لا يمكن أن تغيب الانتماء الوطني لدى الفلسطيني بغض النظر عن حجم المعاناة.
وبين أبو كريم أن الاحتلال عمل على تعزيز الانتماءات الفرعية، لكن الفلسطيني دائما نجح في قلب المعادلة واللعبة والظهور بمظهر الشعب الواحد المتماسك في وجه المُحتل الإسرائيلي.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: