أكسيوس: إمكانية التوصل لاتفاق بشأن غزة تتضاءل قبل قدوم ترامب

نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين منخرطين في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قولهم إنهم تساورهم شكوك بتضاؤل إمكانية إبرام اتفاق قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني القادم.

وحذر ترامب أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري من "جحيم" في المنطقة إذا لم يطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة قبل تولّيه منصبه في 20 يناير. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "الجميع يتحدّث عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بعنف وبطريقة غير إنسانية، وبما يتعارض مع إرادة العالم بأسره في الشرق الأوسط، ولكن كل ذلك مجرد كلام دون أي فعل".

وأضاف: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتسلم فيه بفخر منصبي رئيساً للولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم لا مثيل لها في الشرق الأوسط، وسيواجه المسؤولون عن هذه الفظائع ضد الإنسانية عقاباً شديداً". وفيما لم يتضح ما يعنيه ترامب بـ"جحيم لا مثيل لها"، نقل "أكسيوس" عن مصدر مقرب من الرئيس الأميركي المنتخب تأكيده عدم وجود أي خطة لما يتعين القيام به بعد تجاوز المهلة التي وضعها ترامب.

على الطرف الآخر، قال تقرير "أكسيوس" إن بعض المسؤولين الإسرائيليين يرون أنه في حال عدم التوصل لاتفاق تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في غزة، فإن الرئيس الأميركي القادم قد يدعم الإجراءات الإسرائيلية التي عارضتها إدارة جو بايدن، مثل تقليص المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. ولا تصل المساعدات بشكل كاف إلى غزة حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع لتحقيق أهدافه العسكرية، ويفرض رقابة صارمة على وصول المساعدات الدولية، الضرورية لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، وذلك منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

كذلك نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين زعمهم بأن القيادي في حركة حماس بغزة محمد السنوار، شقيق الشهيد يحيى السنوار "لا يبدو أنه يعير بالاً لتهديدات ترامب". ومع ذلك، نقل الموقع عن مصدر أميركي أشار إلى أنه على اطلاع مباشر على المفاوضات قوله إنه مازال هناك احتمال بالتوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.

وبشأن سيناريو عدم التوصل لاتفاق قبل 20 يناير، أوضح "أكسيوس" أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يقولون إن فترة انتقال السلطة إلى إدارة ترامب قد تدفع إلى تأجيل المفاوضات ربما لعدة أشهر، وهو ما يعني مواصلة إسرائيل حربها على غزة وسقوط مزيد من الشهداء والجرحى، وفقدان المزيد من المحتجزين الإسرائيليين بسبب عدم التوصل لصفقة لمبادلتهم مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وعاد وفد إسرائيلي مفاوض، مساء الثلاثاء، من قطر لإجراء "مشاورات داخلية" بعد أسبوع من المفاوضات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، فيما أعلنت حركة حماس، في بيان الأربعاء، تأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع إسرائيل شروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.

وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأميركية أكثر من مرة، جراء إصرار رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفي) الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم، وسط القطاع.

من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب بغية القبول بأي اتفاق. وأكدت الحركة مراراً استعدادها لإبرام اتفاق، بل ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه بإصراره على استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.