مركز شمس: عملية اغتيال الصحفيين في النصيرات استهداف للرواية الفلسطينية، وتعكس عدوانية الاحتلال
أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بأشد العبارات وأقواها ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف متعمد للصحفيين في مخيم النصيرات والذي يشكل جريمة إبادة حية ومكتملة الأركان، وقد أسفرت تلك الجريمة عن ارتقاء خمسة صحفيين يعملون في قناة القدس الفضائية، وهم (الصحفي الشهيد فيصل أبو القمصان، ، والصحفي الشهيد أيمن الجدي، ، والصحفي الشهيد إبراهيم الشيخ علي، والصحفي الشهيد محمد اللدعة ، والصحفي الشهيد فادي حسونة، )، إذ قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف سيارة البث الخارجي التابعة لقناة القدس اليوم الفضائية، واغتال الصحفيين الخمسة أثناء تأدية عملهم الصحفي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليصبح بذلك عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (201) شهيد من الجسم الصحفي، وهذا مؤشر خطير على مدى الإجرام والوحشية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة والتي لم ينجو منها العاملين في المجال الصحفي والمؤسسات الإعلامية العاملة في قطاع غزة.
وشدد مركز "شمس" على أن جريمة الاحتلال تلك باستهداف الصحفيين تعبر عن مدى عدوانية الاحتلال وتجلي لسياساته في استهداف الصحفيين الفلسطينيين من أجل قتل الحقيقة وإخفائها عن العالم، إذ بلغ عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ 7/10/2023م (201) شهيد/ة وهذا يشكل مؤشر خطير على حجم الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق الجسم الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو إمعان في جريمة الإبادة والقتل للجسم الصحفي من أجل إخفاء الرواية الحقيقية عن العالم، والاستمرار في بث الرواية المضللة من قبل الاحتلال للرأي العام الدولي.
وشدد مركز "شمس" على أن تلك الجريمة النكراء ما كانت لتحصل لولا سياسة الإفلات من العقاب التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لمجرمي الحرب من قادة وجنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يبرهن على ازدواجية المعايير التي تتعامل بها تلك الدول مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخاصة المتعلقة بحماية الصحفيين في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة، ويعري كل المواقف الغربية التي كانت تدعي بأنها حريصة على حماية حقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية وتعمل على نشرها في العالم وخاصة في دول العالم الثالث ومنطقة الشرق الأوسط.
وندد مركز "شمس" بالصمت الدولي عن تلك الجرائم والتي تستهدف الجسم الصحفي الفلسطيني في محاولة يائسة من قبل الاحتلال لحجب الحقيقة عن العالم وتقديم روايته الكاذبة والمزيفة عما يحصل في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية فاقت في فظاعتها جرائم الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية، ولذلك فإن تلك الدول والمؤسسات الحقوقية الدولية أصبحت مصداقيتها على المحك وفقدت شرعيتها بصمتها المريب عن تلك الجرائم المروعة والتي تطال المدنيين بمن فيهم المراسلين والمصورين والصحفيين العاملين في المجال الصحفي في قطاع غزة سواء كانوا لوسائل إعلام محلية أو لوسائل إعلام دولية، فالكل مستهدف بنيران الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد مركز " شمس" على أن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان كونهم من المدنيين المشمولين بالحماية الخاصة، لا سيما ما جاء في نص المادة رقم (79) من البروتوكول الاختياري الأول لسنة 1977م الملحق باتفاقيات جنيف والتي نصت على (أن الصحفيين يتمتعون بجميع الحقوق وأشكال الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات المسلحة الدولية) والقاعدة رقم (34) من دراسة القانون الدولي الإنساني العرفي والتي نصت (يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية في مناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بدور مباشر في الأعمال العدائية). وانتهاك جسيم أيضاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة لقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة الخاصة بحماية الصحفيين، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1738) لسنة 2006، والذي يدين أي هجوم على الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة ويشدد على ضرورة حمايتهم، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2222) لسنة 2015م والذي يدعو لحماية الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم ويؤكد على ضرورة تجنب المعدات والمكاتب والاستوديوهات عمليات الاستهداف والتدمير، إضافة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (68/163)، لسنة 2013م الذي يدين أعمال العنف ضد الصحفيين خلال النزاعات المسلحة ويحث على ضمان سلامتهم.
كما وطالب مركز "شمس" مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير السيدة (ايرين خان)، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمؤسسات الحكومية والغير حكومية بتحمل مسؤولياتها القانونية والحقوقية والتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين والتي كان آخرها استشهاد الصحفيين الخمسة صباح اليوم في مخيم النصيرات من طاقم قناة القدس الفضائية.