الفنان تيسير بركات.. "حس فني" ظهر منذ طفولته متأثرا بمخيم جباليا
يعتبر الفنان تيسير بركات، من أبرز الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وهو مواليد مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ويقطن بمدينة رام الله، حصل على درجة البكالوريوس في التصوير من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1983.
عمل بركات مدرسا للتربية الفنية في مدارس وكليات وكالة الغوث "الأونروا" وهو عضوا في رابطة الفنانين الفلسطينيين منذ عام 1984 وعضو بجامعة التجريب والإبداع ومن مؤسسي مركز الوسطي للفنون بمدينة القدس.
وشارك الفنان بركات في عدة معارض فنية "شخصية وجماعية" في فلسطين والعالم، وكانت الصناديق الخشبية أيقونة إبداعه وعمله الفني يعرض في أبرز متاحف العالم وبطريقة إبداعية، حيث زاوج بين النار والأخشاب.
وفي بداية حديثه لبرنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، قال الفنان تيسير بركات إن الحرب الإسرائيلية على غزة "مؤلمة وقاسية" ولم يحدث مثلها في التاريخ، وتركت ندوبا وجراحا عميقة، وكمية ألم عالية جدا.
وعن مسقط رأسه "مخيم جباليا" الذي يتعرّض للإبادة منذ حوالي 3 شهور، أوضح بركات أن ما حديث لا يمكن وصفه، وعن المشاعر الممزوجة بالألم، إذ يشعر بالخوف والقلق الدائم على ذويه وأقاربه في جباليا وعموم غزة.
وتابع: "منذ طفولتي؛ لم أمر بمرحلة بهذه الصعوبة والقسوة والوجع مثل هذه المرحلة، الأشخاص والذكريات والشوارع والحارات والمحال التجارية والذكريات منذ الطفولة كلها اختفت وأصبحت عبارة عن ركام ودمار".
ومنذ أحداث الانقسام عام 2007، لم يتمكن الفنان بركات من زيارة غزة إلا لمرة واحدة عام 2016 لمدة يوم ونصف فقط، حيث إلتقى بالأهل والأصدقاء، وفي وقتها شعر بأن غزة تتطور وتنهض، قبل أن تأتي الحرب وتدمر كل شيء.
وبيّن بركات أن والده كان السبب الرئيسي في تعلمه الفن التشكيلي منذ أن كان عمره 3 سنوات، حيث كان يرافقه في زياراته لعدة أماكن منها الأحراش ومزارع النباتات والصحاري والأماكن الجبلية، وهو ما ترك شعور لديه بالتعبير عن حياته بالفن.
ومنذ فترة الدراسة الإبتدائية بدأ يتولد لديه الحس الفني بعد أن كان يشاهد اللوحات والصور الفنية المعلّقة على جدران المدرسة، مشيرا إلى أنه حوّل تأخره في الدراسة إلى تفوق في المرحلة الثانوية، ليقرر بعدها دراسة الفن لتعلم الفن بشكل رسمي.
وبعد دراسته للفن في جمهورية مصر العربية، أطلق بركات أولى لوحاته التشكيلية من خلال معرض فني بالإسكندرية بالشراكة مع عدد من الفنانين، إذ تم عرض 3 لوحات فنية لكل فنان، وذلك خلال السنة الثانية من التعليم الجامعي في مصر.
الفن التشكيلي على الصناديق الخشبية
وتميّز الفنان تيسير بركات بالرسم على الصناديق الخشبية، حيث تم عرضها في أبرز متاحف العالم، موضحا أنه اهتم بإعادة تدوير الأشياء المهملة التي يتم رميها في القمامة، وأول صندوق عمل عليه كان في عام 1996 بعد وفاة والده.
ويحتوي كل صندوق خشبي على "جرار" يحتوي كل واحد منها على قصة من قصص حياة والده، وقال بركات إن الصندوق تم مصادرته في مرة من المرات خلال المشاركة في معرض بالخارج، وبعد جهود استمرت عام كامل تم استعادته.
الفنان التشكيلي تيسير بركات يتحدّث عبر شبكة رايــــة الإعلامية عن رحلته في الفن منذ بدايته وحتى اليوم، ويروي تفاصيل حول أعماله الفنية والقصص وأقربها إلى قلبهن وعن الجداريات والمعارض العديدة التي أقامها طيلة مسيرته.