مجلس شبابي الأغوار ... قصة نجاح مُلهمة لدور الشباب في المجتمع
تعاني البلدات والقرى الزراعية الفلسطينية في قلب الأغوار، من التهميش والتوسع الاستيطاني وظروف معيشية صعبة وشظف حياة قاسية يعيشها سكانها ومزارعوها، وتزداد خطورة أوضاعها بالتزامن مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي لضمها، وتهجير أهاليها، وسط كل هذه المخاطر وغيرها ولد مجلس شبابي الأغوار كقصة نجاح ملهمة.
إطار جامع، يعمل على صقل معارف ومهارات الشباب
ويهدف المجلس بحسب رئيس مجلس ادارته راشد زبيدات، إلى جمع بلدات وقرى الأغوار التي تعاني من العزلة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير إطار شبابي جامع، يعمل على صقل معارف ومهارات الشباب، وتزويدهم بالعلم والمعرفة، وخلق إطار مؤسسي لهم، في تلك البيئة القاسية، حيث يشعر الشباب والشابات بالحاجة الماسة إلى منصة تعبر عن طموحاتهم وتوفر لهم فرص المشاركة المجتمعية.
وعودة على بدء حيث بدأت القصة في اجتماع 52 شابا وشابة من مختلف القرى لتشكيل الهيئة العامة لمجلس شبابي الأغوار، بإشراف وتنظيم منتدى شارك الشبابي، بالشراكة والتعاون مع الانتخابات المركزية والجهات الرسمية والأهلية، وبجهود حثيثة توسعت عضوية الهيئة لتصل إلى (194) شابا/ ة من كافة مناطق الأغوار.
مأسسة وانتخابات ديمقراطية
ويؤكد زبيدات، انبثاق المجلس الشبابي نتاج عملية انتخابية ديمقراطية، وتمت مأسسته بإعداد وإقرار نظام داخلي خاص به، ونجح في بناء قدرات الشباب في مجالات تنفيذ المبادرات المجتمعية، ومنهجية حل المشكلات، وبناء فريق العمل، ودور الشباب المجتمعي.
أطلق ونفذ مبادرات شبابية في مختلف مناطق الأغوار
ورغم التحديات العديدة التي واجهها الشباب، استطاع مجلسهم (بحسب زبيدات) أن يكون بمثابة النور، حيث أطلق عدة مبادرات شبابية في مختلف مناطق الأغوار، بدءا من عين العوجا، وصولا إلى التجمعات البدوية والريفية في فصايل والزبيدات والجفتلك، ومرج نعجة ومرج الغزال، وصولا إلى كردلا وبردلا وعين البيضا.
ويتابع: استهدفت المبادرات بناء قدرات الشباب، وتحفيزهم على تفعيل دورهم في العمل المجتمعي والشبابي، وتطوير أفكار إبداعية تعزز من قدراتهم على مواجهة التحديات، إضافة إلى تقديم الدعم للمجتمع المحلي، -وتحديدا- للفئات المهمشة من نساء وأطفال وشباب، وأشخاص من ذوي الإعاقة.
قدرته على تحويل الأزمات إلى فرص
يقول زبيدات:"إن أهم ما يميز هذه القصة هو قدرة المجلس على تحويل الأزمات إلى فرص. عبر البرامج التدريبية وتطويرية، وتمكنه من تفعيل دور الشباب في مجالات متعددة كالتعليم والصحة والتنمية المستدامة. كما كانت الأنشطة الثقافية والرياضية التي نظمتها الهيئة الإدارية للمجلس بمثابة نافذة وشبكة تواصل الشباب ببعضهم البعض وتبادل الخبرات".
وبالنتيجة يرى زبيدات، ان مجلس شبابي الأغوار بات أكثر من مجرد منصة للشباب، إنه رمز للأمل والتغيير، بعد أن أثبت أنه بالإرادة والتعاون يمكن مواجهة التحديات وإحداث فارق حقيقي في حياة المجتمع.
وقال:"اليوم، يقف المجلس كدليل على أن العمل الجماعي والتفكير الإبداعي قادران على تغيير الواقع، ورسم ملامح مستقبل أفضل للشباب في الأغوار، ولتعزيز صمود المواطنين في الأغوار، بالفعل والممارسة، وبالعمل الميداني على الأرض، والمجلس يداه ممدودة لكل مؤسسة رسمية او أهلية او قطاع خاص لدعم الأغوار، واحداث فارق حقيقي في حياة السكان والمزارعين والشباب والشابات هناك".